الشفاحة والفضول

05/03/2021 1
عبدالله الجعيثن

عندك أسهم أو كاش؟!

عندي أسهم وكاش!

أيش الأسهم عندك؟ وبكم شريت كل سهم؟ وكم النقد الباقي؟ ربحان والاّ خسران؟ يظل الفضولي يسأل حتى ترد ساخرًا:

أقول إيش رأيك أقدم لك كشف حساب بكل ما عندي؟!

هذا نموذج لبعض أسئلة أهل الشفاحة والفضول.. أسئلة شخصية لا يتجرأ على طرحها إلا من يتصفون بالوقاحة وثقل الدم والفضول والشفاحة، وإذا أجبت على سؤال قذفك بالمزيد يريد أن يعرف كل ما في حياتك كأنه موكل عليك يعمل لك أشعة كاملة بلا داعٍ ولا مناسبة، بل بدافع (اللقافة والصفاقة)!

ولفظة (مشفوح) الشعبية لها أصل فصيح وهو وصف الرجل بسعة المنخرين والفم وتهدل الشفتين وبزوغ العينين، وشدة الالتهام، فالمشفوح هو الذي لا يشبع من طعام أو نظر أو فلوس، هو أول من يضرب في الطعام وآخر من يشبع أو يقنع، ومن صفاته (البحلقة) في النساء والتلهف على المال مهما نال كأنه جهنم تقول هل من مزيد، وفي مصر يسمونه (مفجوع) لأنه يفجع الناس بالدواهي وبطنه مفتوح على الآخر!

وترتبط الشفاحة بالفضول ارتباط الأفاعي والعقارب بالسموم، فهو يسمّم حياة من حوله، خاصة المجبر على رؤيته التي لا تسر كل يوم، لأنه عديم الحياء مبعد عن الذوق بعد الغرب عن الشرق..

الحمد لله أن أصحاب تلك الصفات قليلون لكنهم مؤذون مزعجون يفسدون على من ابتلي بهم حياته وراحة باله، وللخلاص منهم ينفع المثل الشعبي (أبعد عن الداب وشجرته).. «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».


نقلا عن الرياض