تراكم الأعمال

26/02/2021 0
عبدالله الجعيثن

قد يرتبك الإنسان وتنسد نفسه إذا تراكمت عليه الأعمال والمهام، إما بسبب سفره أو لظروفٍ معينة، أي ليس بسبب الإهمال أو التسويف الذي هو سمّ الأعمال، العاقل ينبغي ألاّ يقلق، بل يبدأ في إنجاز ما تراكم، مقدما الأهم على المهم، مُدركاً أنه لن يُنجز في الوقت الواحد إلا عملاً واحداً، وبالتالي تتساوى الأعمال الكثيرة والعمل الواحد، ويأخذها الذهن بهذا الشكل، فتهون وتدفع للبدء بجد، والبداية الجادة هي نصف العمل، كما أن التصور الذهني الموجه يُبسّط الأمور، فكل شيء صعب قبل أن يُصبح سهلا، والاستغراق في العمل يُلغي الارتباك ويطرد القلق ويفتح النفس ويشرح الصدر، ويمنح صاحبه الثقة في ذاته..

مهما تراكمت الأعمال فإنها خير من سياط الفراغ الكامل الخامل الخاوي الذي يجعل صاحبه يحدّق في اللاشيء، ويعتاد الكسل والاتكالية وعدم إنجاز أي أمر مهما صغُر..

العمل يطرد القلق والخمول والفقر والملل، يحل مكان تلك الأمراض، فما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه.

 

نقلا عن الرياض