التداول في أسواق الأسهم يشبه التنافس في سباقات الخيول إلى حد كبير من حيث الأصل الفطري والحس الشخصي والاستعداد التام بكل المعلومات المتاحة وفهمها بشكل حسن وقوة التحمّل والتحلي بالصبر وضبط النفس وتوزيع الجهد بشكل ذكي، وتطبيق وسائل السلامة دون إفراط أو تفريط، فإنّ الأول يؤدي لضياع الفرص والثاني يؤدي إلى الخسارة وربما الإفلاس إذا وصل التفريط إلى تجاهل عوامل المخاطرة وأخذ تسهيلات كبيرة دون وضع حد للخسارة في معاندة حمقاء للسوق الذي هو أقوى من أقوى معاندة..
في سباق الخيول على أرض مستوية كثيراً ما تفوز الخيول المتأخرة في البداية؛ لأنها تمتاز بالصبر والانضباط والذكاء في توزيع الجهد، وهذا ما يفعله المستثمر الذكي الصبور فهو لا يشتري إلاّ وقت هبوط الأسواق وعموم حالة من التشاؤم والاكتئاب، هنا ينتقي أسهم الشركات الجيدة التي نزلت عن قيمتها العادلة كثيرا لا لعيب فيها بل لخلل في السوق، ثم لا يبيع حتى ترتفع عن قيمتها العادلة، فهو صبور في الحالتين ولا تهمه تقلبات السوق الوقتية لأنه يشتري شركة يعرف وضعها جيدا من كثرة تحليله لها، فهو كالفارس المحنك الذي يعرف متى يشد اللجام ومتى يطلقه، والخيل أعرف بفرسانها..
هناك أيضاً سباق (القفز على الحواجز) وهو يحتاج إلى قوة عزم ودقة ملاحظة وقبول بالمخاطرة، وهذا ما يفعله المضاربون المحترفون وقد يصيبون أو يُصابون، فإذا كان لكل جواد كبوة فإن لهم كبوات..
وهناك (سباق التسيير) وهو جعل الجواد القوي يقود مجموعة من الخيول تسير خلفه، وهذا ما يقوم به بعض المضاربين، فالمضارب هنا يقوم بجمع عدد كبير من أسهم شركة صغيرة ثم يسرع في رفعها لتتبعه كثير من الخيول حتى يتخلص من أسهمه بربح كبير ويترك الخيول الأخرى لاهثة قد انقطعت أنفاسها وانقطع بها الطريق..
وقد ينقطع هو ويخسر كثيراً وينكشف أمره.. نهج المستثمر الواعي هو غالباً الرابح على المدى الطويل، فالجياد الأصيلة هي التي تربح في سباق المسافات الطويلة..
والتوفيق من الله عزّ وجل.
نقلا عن الرياض
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع