تأهيل المرأة ضرورة

29/01/2021 2
عبدالله الجعيثن

هذا التأهيل يكون بالتربية الحسنة والتعليم الممتاز الذي يناسب حاجة المجتمع وسوق العمل، حتى يصير لها دور فعال في نجاح أسرتها ونهضة مجتمعها، ويصبح سلاحاً في يدها ضد الفقر والعالة والحاجة، ولها بعد ذلك أن تعمل أو تتفرغ لدورها العظيم (ربة بيت وحاضنة جيل عظيم) والمشاركة في تنمية الوطن حتى لو لم تلتحق بوظيفة، لأنها سوف تكون ناشرة وعي وقادرة على المساهمة في مجالات التطوع والتطوير وتنوير بنات جنسها، فضلاً عن تحفيز زوجها وحماية ظهره وتربية أولادها وإضاءة دروب النجاح أمامهم.

المرأة المؤهلة علمًا وتربية أقوى من أي امرأة جاهلة ترث ثروة، لأن المؤهلة قوتها ذاتية كامنة فيها لا مجرد قوة ورقية تذهب مع الريح.

المرأة المؤهلة تستطيع -بإذن الله- أن تعيش بعزة وكرامة سواء تزوجت، وهو الأفضل، أو طُلقت أو لم تتزوج أصلاً، لأنها قادرة بتأهلها الممتاز على مواجهة كل الظروف، حتى لو توفي عنها زوجها وترك لها أولادًا صغارًا، فهي بمأمن من ذل الحاجة أو الخضوع لما لا تريد، أو أن تكون عالة على غيرها وعلى مجتمعها، فالمجتمع الحيوي هو الذي يؤهل مواطنيه رجالًا ونساء على حد سواء، لأن أي مجتمع ينقصه تأهيل النساء يسير بقدم واحدة وكأنه طائر قُص أحد جناحيه وسط مجتمعات سالمة بأجنحة كاملة وأقدام قوية تامة، جاهزة للتنافس والسباق نحو العلا.

وحكومة المملكة عممت تعليم المرأة في وقت مبكر وبشكل شامل نادر المثيل في العالم النامي، وفتحت للنساء أبواب الابتعاث لتحصيل أحدث العلوم منذ السبعينات، واستفاد أقاربهن الذين سافروا معهن فتعلموا وتثقفوا ولهم مكافآت وهم مجرد مرافقين، غير مرتب المبتعثات.

ومع رؤية المملكة 2030 حصل تقدم هائل في تمكين المرأة وتأهيلها وجعلها شريكًا فعالًا في تحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

كثير من النساء السعوديات الآن عالمات، وطبيبات، وسيدات أعمال، يشار لهن بالبنان، وتبوأن مناصب حيوية في القطاعين العام والخاص، وشغلن مقاعد كثيرة في مجلس الشورى وفي مفاصل الحكومة والقطاع الخاص، وثبت نجاحهن الواضح تحت قيادة شجاعة وفرت لهن الفرص وأنظمة الحماية والتمكين، وذلك يحقق التكامل الاجتماعي والتنمية الشاملة.



نقلا عن الرياض