طعام أم ألغام؟

08/01/2021 0
عبدالله الجعيثن

كثير من مطاعمنا الشعبية، ومطابخ الولائم، يكادون يزرعون لنا ألغامًا داخل الطعام، لكثرة ما يضيفون إليه من الزيوت المهدرجة، والشحوم الحيوانية، حتى إن بعض المطابخ يشتري أصحابها (أليات) الغنم بالجملة وبأرخص الأثمان ثم يوقدون عليها النيران طويلا حتى تذوب ويضيفونها على أطباق الأرز والجريش والقرصان ليكون الطعم ألذ، ولتذهب صحة الآكلين في خبر كان، فالصحون تقدم حارة قد ذابت فيها الشحوم فلا يراها أحد، فكأنها ألغام مدفونة قد تنفجر في شرايين القلب أو المخ عاجلًا أو آجلًا، وفوق هذا يطبخون الطعام في مرق الذبيحة والدجاج بجلده، وبعضهم لا يشتري من الزيوت المهدرجة ومن الدجاج المجمد إلا أرداها وأقربها تاريخ انتهاء للحصول على خصم كبير، ولا يشترون الذبيحة التى أوصى عليها صاحب الوليمة ودفع ثمنها الغالي، بل يشترون البديل الرخيص ويتبلونه بالبهارات والبزار الأصفر الذي يكسو الشحم الغزير الخطير على الصحة المسبب للكلسترول والدهون الثلاثية والسمنة ومواليدها المشؤومة من ضغط وسكر وروماتيزم ونقرس وانقطاع نفَس.

وضعت في الثلاجة عينات مما يقدم في مطاعمنا الشعبية ومطابخ الولائم وبعد أن برد تماما وجدت فوقه طبقات من الدهن بيضاء وفي داخله أيضاً.

إننا في أمس الحاجة للمراقبة الجادة لتلك المطاعم والمطابخ بعد وضع حد أعلى لما يمكن إضافته من دهون وشحوم، وتوعية مستمرة بأهمية الغذاء الصحي الذي لا يكاد يتوفر بدقة إلا بإعداده في البيوت والتقليل من الأكل في المطاعم الشعبية والولائم والوجبات الجاهزة.


نقلا عن الرياض