من مصطلحات الحرب (كرُّ وفر) (إقدامٌّ وإحجام) ومعانيها متمثلة في أسواق الأسهم على الدوام، فبين الباعة والمشترين كر وفر، إقدام وإحجام، في صراع لا ينتهي بين الدببة والثيران، وكما أن الانتصار في الحرب يعتمد - بعد توفيق الله عز وجل - على الإقدام في وقته المناسب، والإحجام في وقته المناسب، فإن (التوقيت)في أسواق الأسهم يكاد يكون هو الفيصل بين الربح والخسارة، الجُبن والشجاعة، في السوق الصاعدة الواضحة الصعود يُعتبر البيع جبناً والشراء شجاعة، والعكس صحيح في السوق الهابطة الواضحة الهبوط، الشجاعة المحمودة هي المصحوبة بالحكمة، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، وعمل ما ينبغي في الوقت المناسب، ومن الصعب تطبيق ذلك في أسواق الأسهم خاصة وفي الحياة عامة، لأن البشر كُتل من العواطف الهادرة التي تطغى على العقل وتطمسه في كثير من المواقف، وشاشة الأسهم بتقلباتها الكثيرة المثيرة تشعل عواطف الخوف والطمع لدى من أبصارهم شاخصة تراقبها وتتابعها باستمرار، كما أن لدى المضاربين المحترفين الكبار كثير من القدرة على إلغاء الحكمة وطمس البصيرة عند كثير من المتداولين، في الأسهم التي يتحكم فيها المضاربون، يثيرون الخوف من السهم الذي يريدون الجمع فيه، والطمع إذا أرادوا البيع، مستعينين ببعض المطبلين، بهذا يعطون انطباعاً معاكساً للتوقيت المناسب في حالتي الإقدام والإحجام، يجعلون كثيرين يبيعون وقت التجميع ويشترون وقت التصريف، والتحليل الفني المُتقن يكشف هذه الحركات، ولكن من يتقنه قلة رغم كثرة من يمارسونه كل يوم، وربما استعان المضارب بمحللين مأجورين في مرحلتي التجميع والتصريف، لهذا يشكو كثيرون من سوء حظوظهم، بالقول: إن بعت ارتفع السهم وإن اشتريت انخفض، ولعل السبب لعبة المضارب (انطلت)..
ما لم يحدث أمر جوهري في الصباح فمن الأفضل أن يأخذ المتداول قرار الشراء أو البيع في الليل بعد مراقبة دقيقة سابقة للاتجاه، ثم لا يراقب الشاشة، فإن شخصت عيناه في الشاشة فإن قرار الليل يمحوه النهار، وقد يُفقد المتداول توازنه فيتخبط في قرارته حتى يكاد يفقد ثقته في نفسه..
الأفضل الاعتماد على الدراسة الأساسية للشركات لنعرف ماذا نشتري، ثم على التحليل الفني المتقن لنقرر متى نشتري بعيدًا عن الالتفات لأية توصيات.
نقلا عن الرياض