التنفُّس من نصف أنف!

13/11/2020 1
عبدالله الجعيثن

العنوان اقتباس من حكمة صعلوك!.. وإذا كان المثل يقول (خذ الحكمة من أفواه المجانين) فمن باب أولى أخذها من أفواه الصعاليك الذين مخروا الصحراء وعركوا الدهر ولو كان بعضهم أشراراً مثل (تأبط شرّاً الذي يقول:

(إذا المرء لم يحتل وقد جدّ جدُّهُ

أضاع وقاسى أمره وهو مدبرُ

ولكنْ أخو الحزم الذي ليس نازلًا

به الأمر إلا وهو للقصد مبصرُ

فذاك قريع الدهر ما عاش حُوَّلٌ

إذا سُدّ منه منخرٌ جاش منخرُ)

والأبيات في حماسة أبي تمام التي تحتوي نفائس الأشعار..

وهي دعوة للتدبر في ما قد تؤل له الأمور، والتفكير في العواقب، وأخذ الاحتياط لتقلبات الزمان، واصطحاب الحزم، وهذا نافع في مجال الاقتصاد والاستثمار، بتنويع الاستثمارات ومصادر الدخل، وعدم وضع البيض في سلة واحدة، والبعد عن الديون فهي ذل في الليل غل في النهار..

بعض الإخوة يقول (بل أضع البيض في سلة واحدة إذا تأكدت أنها من حديد) قلت: لايوجد في الاستثمار عامة وفي الأسهم خاصة حالة من التأكد واليقين، فالأحوال الاقتصادية سريعة التقلب في العالم كله، ولذلك يحتاط العقلاء قدر الإمكان، ويعتمدون التنويع، ويربؤون بأنفسهم عن حالة الاختناق، فهم في أسوأ الأحوال يستطيعون التنفس من نصف أنف، إذا ساءت الأحوال، وعم العالم كساد.

أبعدنا الله وإياكم عن الكساد والاختناق!


نقلا عن الرياض