أرامكو التي هي أكبر شركة في العالم ، تم طرح جزء من أسهمها بدون قيمة اسمية ، وهذا هو الإجراء الصحيح المتبع في كثير من دول العالم المتقدم ، فلا معنى للقيمة الاسمية في أي شركة إلا بتفصيل ملكية الشركاء ، ويغني عن ذلك الإفصاح عن رأس المال وعدد الاسهم وملكية كل شريك فيها ونسبة ما يملك ، أما تحديد ملكية اسمية للشركة فقد يخدع بعض المتداولين فيغريهم بالشراء إذا انخفض سعر السهم في السوق عن قيمته الاسمية أو ساواها (بعضهم يقول فرصة اكتتاب تأخذ ما تستطيع من السوق بلا تخصيص)، وقد يغري بعضهم بالبيع إذا ارتفع السهم فوق قيمته الاسمية ، مع أن ذلك لا يعني أي شئ في التقييم الحقيقي لسهم أي شركة ، التقييم الصحيح يعتمد على عوامل موضوعية مثل ربح السهم وهل هو تشغيلي أم لا ، ومدى النمو من عدمه ، والقيمة الدفترية للشركة ، ومستقبلها و قياس كفاءة إدارتها ، وقدرتها على الاستمرارية من واقع الفرق بين موجوداتها المتداولة ومطلوباتها المتداولة ، وديونها طويلة الأجل مقارنة بموجوداتها غير المتداولة ، ومستقبل نشاطها محليا وعالميا ، ونحو هذا مما تُقدر به قيمتها العادلة دون أي رجوع أو حساب لقيمتها الاسمية.
من ناحية أخرى يفيد إلغاء القيمة الاسمية للشركات في مواجهة معضلة ابتلي بها كثير من شركاتنا ، وهي (خفض رأس المال ثم رفعه)لمحو أو تقليص الخسائر المتراكمة ، فإن أي شركة لا تستطيع حاليًا رفع رأس مالها إلا إذا كانت قيمة السهم السوقية أعلى من الاسمية ، فهنا قد يضطر ملاك الشركة الكبار لرفع السهم في السوق فوق قيمته الاسمية والعادلة لإقناع بقية المساهمين بالاكتتاب في زيادة رأس المال ، كما تضطر إدارة الشركة لتخفيض رأس مال الشركة ليرتفع سعر سهمها في السوق عن القيمة الاسمية ، فإذا تم إلغاء القيمة الاسمية استطاعت أي شركة الحصول على تمويل من المساهمين بدون تخفيض رأس المال أوبه ، وبأي مبلغ تقتضيه مصلحة المساهمين ومستقبل الشركة بعد الحصول على الموافقات النظامية ..
القيمة الاسمية تكون في الصكوك والسندات ، أما في الشركات المساهمة فلا معنى لها بل لعلها مجرد قيمة وهمية في الواقع وتقبل أي رقم يحدده المؤسسون حسب النظام ، فقد كانت القيمة الاسمية لسهم بنك الرياض 1000ريال ثم جرى تخفيضها إلى 100 ثم 50 ثم 10 ولم يغير ذلك أي شيء في الواقع ، كما كانت القيمة الاسمية لجميع شركاتنا المدرجة 100ريال ثم خُفضت ل50 وبعدها ل10 ، فالقيمة الاسمية مجرد مصطلح قديم وجد في نظام قديم يحسن تحديثه بما فيه مصلحة الجميع.
خاص_الفابيتا
