يفصلنا الآن 25 سنة عن العام 2045 ويقول تقرير أوبك إن أوبك تتوقع أن يُصبح إنتاجها 43.9 مليون برميل في اليوم العام 2045. بزيادة مقدارها 10.1 (30 %) مليون برميل عن إنتاجها في العام 2019 البالغ 33.8 مليون برميل في اليوم.
لكن أوبك لم تقول لنا من هي الدول في منظمة أوبك التي ستزيد إنتاجها وبأي مقدار. بل هي تتحدث عن أوبك جماعياً وكأنهم دولة واحدة. وليست 13 دولة من أماكن متفرقة في العالم وظروف إنتاجية للبترول تختلف اختلافاً كبيراً من دولة إلى الدولة الأخرى.
بإلقاء نظرة فاحصة على احتياطيات ومعدل إنتاج كل دولة من الثلاثة عشرة دولة الأعضاء في منظمة أوبك لكي نعرف إمكانيات دول أوبك لزيادة انتاجها بمقدار 10.1 ملايين برميل في اليوم العام 2045 نجد أن خمس دول من منظمة أوبك (وفق إحصائية: BP-2020) سينتهي بترولهم قبل 25 سنة (أي قبل العام 2045).
هذه الدول الخمسة مرتبة من الأقل سنوات عُمْراً لبترولها إلى الأكثر سنوات عُمْراً لبترولها كالتالي: أنغولا 15.8 سنة، غينيا الإكواتورية 16.7 سنة، الجزائر 22.5 سنة، جمهورية الكونغو 24 سنة، القابون 25.1 سنة. ويبلغ إجمالي إنتاج هذه الدول الخمسة 3.64 ملايين برميل في اليوم العام 2019 (وفق إحصائية BP).
هكذا سيكون المطلوب زيادة إنتاجه من الثمانية دول المتبقية في أوبك حوالي 13.74 مليون برميل في اليوم لكي يُنتجوا 43.9 مليون برميل في اليوم العام 2045.
نيجيريا يصعُب أن تزيد انتاجها لكنها قد تستطيع بالكاد المحافظة على مستوى انتاجها في العام 2019 البالغ 2.1 مليون برميل في اليوم الى العام 2045.
ليبيا قد تستطيع ان تزيد إنتاجها بحوالي 640 ألف برميل ليصبح إنتاجها 1.86 مليون برميل العام 2045 بعد أن كان إنتاجها 1.22 مليون برميل العام 2019.
فنزويلا قد تستطيع - بشروط سنذكرها هُنا - زيادة إنتاجها بمقدار 2.18 مليون برميل ليصبح إنتاجها 3.1 ملايين برميل العام 2045. بعد أن كان 918 ألف برميل العام 2019. سيكون بإمكان فنزويلا تطوير وزيادة إنتاج حقل أورينكو الثقيل عالي التكاليف بشرط ارتفاع سعر البترول فوق 100 دولار للبرميل بقيمة الدولار للعام 2019.
هكذا سيُصْبح المطلوب زيادته من دول الخليج الخمسة (المملكة والعراق والكويت والإمارات وإيران) 10.92 ملايين برميل في اليوم بحلول العام 2045.
إذن السؤال هل ستزيد دول الخليج الخمسة إنتاجهم 10.92 ملايين برميل؟ وهي حوالي 40 % من إنتاجهم الحالي للسوائل.
أنا لا أعرف الجواب ولكن حتى أوبك نفسها لا تعرف الجواب. فرغم أنه يبدو من الناحية التقنية تستطيع هذه الدول الخمسة زيادة إنتاجهم. لكن لكل دولة سياستها الإنتاجية التي تتوافق مع مصالحها الاقتصادية طويلة المدى. وخطتها لتنويع مصادر دخلها بتعظيم إيراداتها من موردها الناضب. مع مراعاة احتياجات ومصالح الدول المستهلكة للبترول. وتحقيق التوازن والاستقرار في السوق العالمي للبترول.
نقلا عن الرياض