روى الجاحظ أنّ شاباً سافر على مركب يمخر نهر دجلة، وأثناء الرحلة سأله رجل بجانبه:
هل تجيد النحو؟ فأجاب:
كلا، مع الأسف،
فقال له:
فاتك نصف عمرك!
انصدم الفتى من هذا الكلام وصمت..
بعد فترة هبت رياح عاتية جعلت المركب يتقلب وتدخله المياه، فقال الفتى للرجل:
هل تجيد السباحة؟
رد الرجل بذعر:
لا والله،
فقال الفتى:
فاتك عمرك كله!
الشاهد من هذا، أن إتقان بعض المهارات العملية لا يقل أهميةً عن إتقان العلوم النظرية..
وطوال تعليمنا، أنا وزملائي على الأقل، لم يتم تدريبنا على أي مهارة عملية، لا سباحة ولا تجارة ولا قليل من مبادئ الكهرباء أو السباكة أو النجارة أو غير ذلك من الحِرف اليدوية أو المهن..
كل تعليمنا كان نظريًا، تبخر أكثره تحت شمس الواقع، حتى إن أكثرنا لا يجيد إصلاح أسهل خلل في المنزل..
مرّ علينا في المراحل الأولى من الدراسة حكمة تقول:(مهنة في اليد أمان من الفقر)، لكننا قطعنا كل مراحل الدراسة وأيدينا خالية من مزاولة أي مهنة عملية، وشغل الكثير منا وظائف لا علاقة لها بما تعبنا في دراسته، وهذا خلل في كثير من التخصصات، ومناهج التعليم تحتاج إلى إصلاح، بحيث تتوافق مخرجات التعليم مع حاجات الواقع والسوق والحياة..
نقلا عن الرياض
أوافقك الراي استاذ عبدالله .. ذهبت أعمارنا في تعلم دروس ومذاكرة مواد تبخرت بعد خروجنا من الامتحان .. ولطالما سالت نفسي لماذا يذهب عمري ووقتي سدا في تعلم بعض المواد النظرية .. هل لاثبت للاخرين مقدرتي على الحفظ والتعلم .. ولو أستثمرت هذا الوقت في تعلم مهنتي التي سوف ازاولها بقية عمري لاصبحت نابغة زماني .. لكن لأن النظام التعليمي والتوظيفي لدينا يعتمد على الشهادات فأننا سلك المسار التقليدي في التعلم !!