سبق أن كتبت.. شكرًا جبل عمر.. لدور الشركة الفريد في تطوير أصعب منطقة عشوائية، وتحويلها منطقة حضارية راقية جداً، وتفيد العالم الإسلامي كله، وما كانت شركة جبل عمر تستطيع إنجاز هذا العمل العظيم لولا موقف الحكومة معها بشكل تاريخي، فالحكومة هي التي حررت الملكيات وعوّضت أصحابها وحلت مشكلات تداخل الأراضي والمخططات، وهذا أصعب ما يواجه تطوير المناطق العشوائية، خاصة حين تكون في مواقع مهمة ممتازة يعتبر تركها كما هي هدراً للموارد وتشويهاً للمواقع، إضافة إلى مساوئها العديدة.
حديثاً قامت الحكومة بتطوير عدد من الأحياء في مختلف أنحاء المملكة ذات المساحات الشاسعة التي تشبه قارة، ومنها منطقة.. العوامية.. في مدينة القطيف، وكان تطويرها جميلاً جداً تُشكر عليه، وهناك مناطق عشوائية تنوي الحكومة تطويرها وفق رؤية 2030 العظيمة، ولا بد من تعاون القطاع الخاص مع الحكومة في تحقيق هذا الهدف، خاصة أن ذلك مربح لهذا القطاع، إذا تم تسليمه المنطقة بلا مشكلات ملكية أو تداخل مخططات، وبالإمكان طرح مشروعات تطوير تلك المناطق في اكتتاب عام إذا تم تحرير أراضيها وتقييمها بسعر تشجيعي، هذا يتيح فرص استثمار مجدية، ويسهم في حل مشكلة الإسكان، ويفيد قطاع البناء والتشييد، ويوفر المزيد من فرص العمل، ويجعل المليارات تدور في الداخل، وعجلة الاقتصاد الوطني تتحرك بقوة، ويحد من تورم المدن وتكلفة الخدمات، بالإضافة إلى فوائده الكثيرة اجتماعياً وحضارياً وصحياً ودوره في الحفاظ على البيئة، وحمايتها من الازدحام البشري والتلوث البصري، فالعشوائيات كالبثور في وجوه مدننا الجميلة.
وفق الله حكومتنا لكل خير، فقد شهدنا تنمية عُظمى في أرجاء المملكة الكبرى، خلال فترة قصيرة تُعتبر في أعمار الأمم مجرد ومضة، والقادم أجمل بإذن الله.
نقلا عن الرياض