تنبت الأشجار في التربة التي تناسبها، وتنبع الأمثال من البيئة التي تلائمها، و(نفض الخرج) مثل نجدي خرج من بيئة نجد، وله شبيه مصري (شُرّابة خُرج) والمعنى واحد، يُضرب لتوافه الأمور، والخرج وعاء من جلد يحمله المسافر على الناقة، ويضع فيه زاده الذي يصبر على الحَرّ كالإقط والتمر، فإذا فرغ الخرج من الزاد نفضه صاحبه ليتخلص من الحتَات والحشرات، وفي مصر الشرابة حبال صغيرة ملونة يزين بها المسافر الخرج، ما لها أي قيمة، في نجد لا يعرفون الزينة وقتها، الكفاف ومبارك! مصر يعرفونها حتى في الصعيد منبع المثل، وفي الأفلام قد نسمع الزوجة المصرية تقول عن زوجها إذا كان تافهاً معدوم القيمة (دا شُرّابة خُرج!) وقد لا يعرف بعض أهل القاهرة تفاصيل المثل لكنهم يعرفون دلالته..
الشاهد هنا أنّ الاهتمام بالصغائر والتوافه يقصّر العمر وقد يقصفه، والحياة مليئة بالتوافه دوماً، من حوادث وعقبات صغيرة وبعض البشر من الجهّال والسفهاء الذين لا تخلو حياة أحد من مصادفتهم في مجلس أو عمل أو سوق أو شارعٍ عام، فإن انشغل بهم وجاراهم أفسدوا مزاجه وأخلاقه وعكّروا حياته ومنعوه من مواصلة الإنجاز وإتقان العمل، العاقل يهملهم، ينفضهم من حياته كما ينفض المسافر الخرج من الحتات، وذلك بالمرور عليهم مرّ الكرام: (وإذا خاطبهمُ الجاهلون قالوا سلاما) هذا سلام المُتاركة.
الحياة أقصر من أن نُقصّرها بالتوافه.
نقلا عن الرياض
الحياة اقصر من أن نقصرها بالتوافه/ صدقت
ياكثرهم نفض الخرج أستاذ عبدالله وأحسن شي إهمالهم
أتمنى أن تضع أرقام إشارة Like و إشارة Dislike أمام مشاركات وكنابات الكتاب والأعضاء . أنت من أجمل الكتاب وأقربهم الى قلوبنا يا أستاذ عبدالله ببساطة وسلاسة كتابتك في حروفها الغنية والمعقدة في معانبها.