في حديث عن الأسهم قال أحد الحاضرين:
لو كان التداول في الليل لربحت أكثر!
قلنا لماذا، وما الفرق؟
قال أنا تصفو نفسي ويتحسن مزاجي في الليل..
قالوا: إذن تداول في سوقي الصين واليابان والله يعينك على السهر الطويل!
رد أعشق السهر وارتاح في سكون الليل وأكون أنشط جسداً ونفْساً لكني لا أعرف أسهم الصين واليابان، ولا يمكن أن أعمل في شيء لا أعرفه..
فكرت في كلام الرجل ورجعت لبعض الدراسات والبحوث فوجدت بعضها تؤيد كلامه، فهناك مزاج نهاري وآخر ليلي، وقد يعود ذلك للتعود أو للساعة البيولوجية، ويحسن بالإنسان أن يعرف نفسه ويرصد الأوقات التي تجعل مزاجه في أفضل حالاته ونشاطه في أوج ازدهاره، فيستغل تلك الأوقات الطيبة في الإنجاز والإتقان أيًّا كان العمل الذي يمارسه، كما يقتطع من وقته الطيب هذا ما يكفي للجلوس والمرح مع أسرته، فإنّ التعساء في بيوتهم هم الذين لا يعودون لها إلا في أسوأ حالاتهم النفسية وأشد حالاتهم الجسدية إجهاداً فلا تظفر منهم الزوجات والأولاد إلاّ بالضجر والعبوس وثقل الدم، حتى يكون جلوس هؤلاء في البيوت إطفاء للبهجة وإضفاء للشقاء والبؤس..
لا يوجد إنسان يزعم أن نفسه طيبة منشرحة في كل الأوقات، ولا أن نشاطه وحيويته متقدة دوماً، فهناك مدٌّ وجزر في النفس والجسد لأسباب معروفة وغير معروفة، والموفق من يستغل أطيب أوقاته فيما يُسعد أسرته ويُنجز أهم أعماله ولا يُهدر هذه الأوقات الثمينة في كلامٍ مكرور وجلسات في مقاهٍ واستراحات لا جدوى منها ولا فيها، هذا لا يعود لأهله وعمله إلا وقد خمل جسده وخمدت نفسه ولم يعُد لديه ما يُعطيه غير الضجر يُعدي به من حوله..
وقديماً عبّر الشاعر عن هذا المعنى حين قال:
(إذا هبّت رياحك فاغتنمها).
نقلا عن الرياض
النشاط يختلف حسب الوقات فعلا.. مقال مفيد
شكرا أستاذ عبدالله. كثير من الناس خربوا ساعتهم اليولوجية بالسهر وللأسف كثيرون أيضا من يتمنى العمل مساءا أو ليلا لهذا السبب ونسوا أو تناسى ما للبكور من فضل وبركة كما قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (( بورك لأمتي في بكورها)). عشنا في الغرب ورأينا إهتمامهم بالنوم ليلا والتبكير للعمل حتى أنهم يستغلون تعودهم على ذلك في نهاية الأسبوع فيبكرون في يوم إجازتهم ليستفيدوا منه ويستمتعون بأوقاتهم بدلا من الكسل والكآبة. ليتنا نفعل التبكير في أعمالنا ودواماتنا ووضع توقيت صيفي وشتوي ويكون الدوام في الشتاء والصيف من بعد صلاة الفجر بساعة أو ساعة ونصف مراعاة للبكور وحرارة الجو. ما يضايق في أسواق الأسهم - وحديثك كان عنها وعن من يتداول فيها - أنها تراعي السهرانين أكثر من المبكرين فهل يعقل أن يبدأ السوق الساعة العاشرة صباحا وتكون الطيور طارت بأرزاقها وذهبت البركة التي وعدنا إياها نبينا عليه الصلاة والسلام.
تمنيت ان يستمر حظر التجوال بعد العاشرة ليلاً
اغتنم خمس قبل خمس !!