ثقافة الشكر

15/07/2020 5
عبدالله الجعيثن

يروي (ديل كارنجي) أنّ امرأةً أميركية بلغت الستين وهي تعد الطعام اللذيذ لأسرتها الكبيرة ولم تجد لذلك أي صدى لا من زوجها ولا من أولادها ولا من أهل الزوج حين كانت الأسرة الأميركية في الريف ممتدة كما هو حالنا إلى قريب..

فاض بالمرأة الطيبة فانتظرت اجتماع الأسرة الكبيرة على المائدة وقدمت لهم -هذه المرة- طبقاً كبيراً من (التبن) فضجوا غاضبين مستنكرين.. فقالت: أردت فقط معرفة أنكم تميزون بين الطعام اللذيذ وبين التبن! لقد ظللت أربعين عاماً أعدُّ لكم أشهى الأطباق فلم أسمع من أي واحد منكم كلمة شكراً!! 

قلت: ومن الخصال الجميلة والقليلة في الناس مع الأسف الشكر والأحساس بما يقدم الآخرون، والإنصاف. كثير من الناس يذكرون جيداً ما يُقدِّمون وينسون تماماً ما يأخذون! ويعتادون على من يعمل لهم الخير باستمرار حتى ربما عدوه واجباً عليه لا يجب شكره فإن العادة تُعمي عن الحقيقة..

والإنصاف نادر أيضاً.. ربما لأنه لا يخلو جسد من حسد. وربما لأن كثيرين لا يحسون إلا بما يريدون ويميلون مع هوى النفس معتبرينه عين العقل مع أنه عين النقص والجهل.

وهذا الهوى - إذا استغل- يجعل صاحبه يقلل من شأن الآخرين بمن فيهم زملاؤه في العمل، فالموظف يمجد ما أنجز ويُهَوِّن ما أنجزه زميله والمدرس قد يقدح في مدرس آخر والطبيب ربما يقلل من شأن طبيب آخر أمهر منه. وقديماً قيل: (عدو الإنسان من يعمل عمله) هذا وصف لحال كثيرين مع الأسف، مع أن من يفعل هذا عدو نفسه لأنه يبرهن عن حسده وحقده وسوء خلقه..

إن الذين يشكرون وينصفون ويرون الآخرين بعيون المحبة والاحترام هم الناجحون، وإن أجمل وأسهل وصفة للسعادة هي (شكر الله عز وجل).

 

نقلا عن الرياض