الاستقبال على قدر الحال

10/07/2020 3
عبدالله الجعيثن

دخل رجل مسن متواضع الملابس فرعاً صغيرًا لأحد البنوك يريد صرف أرباحه في شركة سابك، حين كانت الأرباح تُصرف عن طريق البنوك، قصد الموظف المختص وقال بأدب جم:

أريد صرف أرباحي في سابك من فضلك بشيك مصدق

نظر له الموظف من فوق لتحت وقال بلا اهتمام:

رح أدفع قيمة الشيك المصدق وتعال

قال الرجل المسن:

ولماذا أدفع يا وليدي! هذي قروشي وخلّيتها عندكم أربعة أشهر استفدتوا منها

رد الموظف باستخفاف:

أجل أصرفها لك كاش، هات البطاقة

قال الشايب:

ما يخالف! هذي البطاقة!

ضرب الموظف الشاب على الحاسب بلا اهتمام ثم قفز من كرسيه وقال:

لك خمسمية ألف ريال! مالك إلا شيك مصدق وبلا رسوم طال عمرك..

رد المسن بهدؤ:

هات كاش! وأصر على ذلك،

أُحرج الشاب غاية الإحراج وأسرع إلى مدير الفرع الذي هرع إلى المسن ورحب به وقبّل رأسه وقال:

تفضل طال عمرك نتشرف بك في مكتبي وطلب له القهوة مع عبارات التحفي البالغ والابتسام التام والوجه الطليق وهو يقول:

كلنا في خدمتك يا عمي طال عمرك، تفضل انقل عندنا حسابك وأنا المسؤول عنه أتشرف بخدمتك وأحضر لك كل ما تريد في بيتك بدون ما نعنيك!

قال الشايب:

لو أحسن موظفكم استقبالي تقديرًا لسني فعلت، مع أن فرعكم صغير ما يتحمل حسابي ! لكن تقديرًا لك افتح الحساب بأرباح سابك فقط!

- على النقيض قال رجل مرح طويل عريض:

- عندي ثلاثة أسهم مخصصة من اكتتاب شركة وسمعت أن البنك يصرف أرباحها ، لبست وتأنقت ولقيت البشت (طارف) كمّلت به (الشخصية) وتعطرت ونصيت مكتب مدير البنك الذي بمجرد أن رآني مقبلًا فز من كرسيه وخرج من مكتبه وترك الموجودين عنده واستقبلني عند الباب بابتسامة عريضة وتهليل وترحيب يسمعه الجميع وأخذني لمكتبه وحلف أن أدخل قبله وطلب لي القهوة والشاهي وأقبل علي بالترحيب والحديث متجاهلاً الموجودين موجِّهاً وجهه وحديثه لي (شرّفت طال عمرك ، هذي الساعة المباركة ، كيف حالك طال عمرك !) نفخني حتى انتفخت عند نفسي ، وبعد القهوة والشاهي والترحيب الطويل العريض قال :

* كيف أخدمك طال عمرك ؟

* أدخلت يدي تحت بشتي وأخرجت شهادة التخصيص بثلاثة أسهم وقدمتها له وقلت أبغى صرف أرباحها ، كان ، على ما يبدو ، يتوقع أن افتح عنده حسابا بالملايين ، لكنه بمجرد أن رأى عدد الأسهم عبس وجهه وقطب كأنه بيت انقطعت عنه الكهرب في الليل وقال

* قم امسك سرى مع الناس !


نقلا عن الرياض