عصر التوتر

05/06/2020 3
عبدالله الجعيثن

قرأت عن رجل أعمال لا يستطيع أن يسترخي ويهدأ له بال إلا على كرسي الحلاّق، لأنه لن يعمل أي شيء على هذا الكرسي!

والتوتر سِمة العصر، كثيرون في عصرنا السريع مشددو الأعصاب وكأنها حِبال ممسوسة على الآخر توشك على الانفلات أو الانقطاع، حتى في الشوارع تجد متوترين جاهزين للانفلات على أي قائد سيارة لا يعرفهم ولا يعرفونه، فالواحد من هؤلاء عصبي (يثور في الراحة) كما يقول المثل الشعبي، ومِثل هذا يوتّر بيئة العمل وهدوء البيت ويلوّث البيئة، ويصيبه التوتر بالصداع والأمراض الجسدية وسوء التصرف وسرعة الغضب وفساد القرار.

والتوتر ضده الاسترخاء، وهو علاجه الذي يبث الطمأنينة في النفس والراحة في الأعصاب، وللاسترخاء تمارين علمية أساسها التنفس العميق (تنفّس الصُّعداء) كما يقول العرب، أي انشرح صدره بعد ضيق.

ويرى (ديل كارنيجي) أن نتعلم الاسترخاء من القط والجورب!

القط إذا أراد النوم تحس أن جسمه متفكك! والجورب المنشور على حبل الغسيل مأخذ راحته على الآخر!

واعتقادي الجازم أن الصلاة هي أفضل وسيلة للاسترخاء الحقيقي، الصلاة المطمئنة الخاشعة، ومن جربها عرف أنها أخف عليه من الصلاة السريعة التي ينقرها نقر الديك، هذه الصلاة العجلة لا تتحقق فيها الطمأنينة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تُقبل صلاة العبد دونها، فالذي ينقر الصلاة يريد أن يرتاح منها، لا أن يرتاح بها، فلا هو أدّى فرضه كما يجب، ولا أراح أعصابه وقلبه ورأسه، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلما حز به أمر يقول لبلال: (يا بلال، أرِحنا بالصلاة)

نقلا عن الرياض