لو رأيت إنساناً يمزق كل يوم عدداً من النقود ويرميها في سلال المهملات لقلت هذا مجنون..
ملايين يفعلون هذا كل يوم في مجتمعنا وفي دول الخليج العربي الشقيقة، على تفاوت في عدد النقود الممزقة كل يوم، وإن كنت أعتقد أن لمجتمعنا قصب السبق في هذا التصرف الأرعن، ولا فخر، فنحن الأكثر سكاناً وعزائم وولائم زواجات، و.. الهياط.. عند بعضنا يضرب الرقم القياسي مع الأسف.
تمزيق النقود، على جنونه وكونه جريمة، أسهل بما لا يقاس من هدر الطعام والماء والطاقة، تمزيق النقود خسارته على صاحبه فقط ولا يضر الاقتصاد الوطني أبداً، أما هدر الموارد فضرره متعدٍ يشكل خسارة مؤكدة في موارد محدودة، وخاصة في بلدنا الصحراوي الذي ما زال يستورد أكثر ما يأكل، وما زال يعتمد على الريع أكثر من الإنتاج، وقطرة الماء في الصحراء أغلى من الذهب، والشرب من البحر المحلى، مع الهدر المخيف، من شبكة شركة المياه، ومن كثير من المواطنين والوافدين، أمر يحير العقلاء ويندى له الجبين.
قدر وزير البيئة والمياه والزراعة أن هدر الغذاء يكلف المملكة كل عام 40 مليار ريال، وقال إن الغذاء المهدر تزيد نسبته عن 33 % مؤكداً أن للهدر أضراراً على الاقتصاد والبيئة والصحة.. وذلك أثناء تدشين معاليه لحملة (احفظها لتدوم)..
قلت هدر الغذاء عندنا يكلف وحده أكثر من 100 مليار إذا تقصينا فحسبنا ما يترتب عليه من أمراض السمنة والسكر والضغط والنوبات القلبية بسبب الإفراط في تناول الطعام، غير ما يُهدر في المزابل جالباً للحشرات والجراثيم، وهو هدر لا يُقاس بالمال وحده، لأنه تضييع لموارد يحتاجها البشر كلهم، مما يجعل عرضها يقل وسعرها يرتفع، واستنزافها للمياه يزيد، خسائر كبيرة من كل النواحي، ومع وجود ملايين من البشر في كوكبنا يشكون المجاعة وندرة المياه الصالحة للشرب وانعدام الكهرباء، ندرك أبعاد خطورة الإسراف في هدر الموارد، ومدى بعد الكثيرين عن قول الله عز وجل بصيغة الأمر (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
نقلا عن الرياض
استحداث جهه رسميه ولو كانت بحجم مدير عام وفريق عمل لا يتجاوز عشرة أشخاص تتبع وزارة التخطيط . . يكون عملها تقييم مستوى كفاءة إنفاق الفرد والمجتمع ككل على الحياة اليوميه . البحوث ستكون دليل ارشادي لخطط تنمية المجتمع بدءا من ثقافة الفرد الاستهلاكيه وحتى أكبر المشاريع التي تنشئها الدوله وقيمتها الحقيقيه بميزان التنميه المرشده .
اقتراحك حاز علي كامل اهتمامي شكرا لك
لدينا الكثير من المشاكل المجتمعيه ولعل الهدر في الانفاق سواءا الغذائي او غيره احداها ولكن كيف السبيل الى حلها ؟! ... تكلم الخطباء والمثقفون والكتاب عنها ولكن دون جدوى ...هي ثقافه تحتاج لتغيير . ولكن نقول نسأل الله عز وجل ان يلهمنا شكر النعم. فشكر النعماء يبقيها. والله المستعان.
الامر لايحتاج لتسطيح ونصائح بل يجب الحزم وسن قوانيين تنظم هذه الولائم والبذخ المتخلف والجائر والجاهل يجب الاخذ على يده من قبل الحكومة بتقنيين المسموح به والممنوع كأن تلغى التباسي والمفاطيح والجمال التي توضع بكاملها على صحن يكب به عشرات الكيلوات من الارز في منظر اقل مايقال عنه انه مقزز ومقرف وفرض بالقوة استخدام البوفيه ومنع الاكل الجماعي من صحن واحد واستخدام اللحوم المقطعة وفرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين فالمال إن كان مالك فالثروة الوطنية ليست ملكك وهدرها محرم عليك عدا ذلك سيستمر الهدر والمهايط بنعمة الله ولاحول ولاقوة الابالله