بالرغم من تخفيض الفيدرالي لأسعار الفائدة إلى مستويات قياسية وإعلانه عن حزم تيسير كمي ضخمة لمواجهة آثار فيروس كورونا على الاقتصاد والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى انخفاض قوة الدولار أمام العديد من عملات العالم في ظل ظروف عادية، إلا أن ما حدث كان العكس!
إليكم القصة:
منذ أواخر عام 2019 كانت هناك مؤشرات على ركود اقتصادي للعديد من الدول المتقدمة والنامية. في هذا الخصوص، كتبت مجلة فوربس الأمريكية في 28 أكتوبر 2019 مقالا عن الدول التي على شفا ركود اقتصادي لأسباب مختلفة ومنها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهونج كونج والصين، بالإضافة الى تركيا والأرجنتين وإيران والمكسيك والهند والبرازيل من بين دول أخرى عديدة.
في بديات العام الحالي 2020 ومع انتشار الفيروس في أكثر من 145 دولة وتعطيل معظم قطاعات الإنتاج في دول العالم، دخل الاقتصاد العالمي في مرحلة كساد.. فما الذي يعنيه هذا؟
دعونا نأخذ أثر الكساد على مستوى كل دولة وأثر ذلك على عملتها المحلية. فالكساد في كل الحوال يعني انخفاض أو تقلص في إجمالي إنتاج البلد من السلع والخدمات بنسبة تتجاوز ال 10% خلال فترة معينة. ومع كل تقلص في الإنتاج يحدث فقد جزئي في قيمة العملة يتساوى مع نسبة التقلص في الإنتاج في ظل تصرف أفراد المجتمع بعقلانية. أما في حالة الهلع (مشكلة سلوكية)، فإن الخسارة في قيمة العملة تكون مضاعفة. وهذا ما يحدث فعلاً في مثل هذه الظروف حيث تسيطر حالة الهلع على الناس وتدفعهم لاتخاذ قرارات اقتصادية خاطئة تفاقم من أثر الأزمة على المجتمع ككل.
والآن ما الذي حدث وجعل الدولار الأقوى خلال هذه الفترة أمام معظم عملات العالم؟!
مع توقف قطاع الإنتاج في معظم دول العالم، أدرك الناس أن عملاتهم المحلية ستعاني من انخفاض في قيمتها نتيجة لهذا التوقف وخصوصا بعد أن وصل أثر هذا التوقف الى مرحلة الكساد.. فإن أفضل قرار يمكن أن يلجأ إليه الفرد لحماية مدخراته هو تحويلها الى الدولار!
لكن، قد يسأل الجميع: لماذا الدولار؟!
الإجابة هي لسبب بسيط وهو أن الدولار هو العملة الأولى والأكثر تداولاً وقبولاً للتداول في العالم، ولكون الناس يلجؤون الى الاحتفاظ بسيولة في أوقات الكساد، فإن الدولار هو الخيار الأنسب من بين جميع عملات العالم للاحتفاظ بالمدخرات.
فكما قلنا انه إذا دخلت الدولة في مرحلة كساد فإن المواطنين يلجؤون الى حماية مدخراتهم بالعملة المحلية وتحويلها الى عملة أكثر ثباتاً، وبما أن العديد من دول العالم عانت من كساد في الوقت الذي كانت به مؤشرات الاقتصاد الأمريكي سليمة، فقد أدى هذا الظرف الى طلب كبير على الدولار مما أدى الى ارتفاع قيمته أمام العملات الأخرى. وبالرغم من لجوء الفيدرالي الى ضخ 2 ترليون دولار (رقم تاريخي من الضخ في ظرف قصير) وتخفيض معدلات الفائدة الى تتراوح من 0% الى 0.25%، إلا انه مازال في ارتفاع مستمر أمام العديد من عملات العالم.
فقد فقدت الروبية الأندونيسية 14% من قيمتها، وفقد الروبل الروسي 20% من قيمته، وفقد الدولار الأسترالي 20% من قيمته، وفقد الريال البرازيلي 30% من قيمته. وهنا، ومع كل عملية فقد في قيمة عملة محلية لأي دولة، هناك كسب يحققه الدولار في المقام الأول.
مازال الدولار هو العملة الاحتياطية للعالم، ولولا تخصيص مبلغ 2 ترليون دولار لمواجهة الفيروس وتخفيض نسب الفائدة الى الصفر، لكان الدولار حقق مكاسب أعلى بكثير من هذه المكاسب.
الين الياباني كان 357 ين لكن دولار عام 1971 و وصل 77 ين لكل $ بصعود فضيع لصالح الين ب 78% , وهو العمله الوحيده بالعالم اللتي تصعد امام $ والسبب ان امريكا تخشى نهضة وتقدم اليابان عليها بما تملك من تقنيه متطوره جدا واكتفاء صناعي وخدماتي ذاتي , لذلك خفضت سعر الدولار بشده هائله امام الين لتصبح الصادرات اليابانيه غاليه جدا وغير منافسه في العالم مما ادخل اليابان في انكماش لمدة 30 سنه وانهيار لمؤشر الاسهم النيكي منذ القمه عام 1989, ولولا امريكا لاتتدخل في شئون الدول الاخرى وتحد من تقدمها وازدهارها لاصبح الدولار من اضعف العملات .
(كأننا والماء من حولنا ///// قوم جلوس وحولهم ماء).