قال لي صديق:
العجيب أنني أحياناً أبيع أسهماً ما عندي نيّة أبيعها، وأحياناً أشتري أسهماً ما عندي نية أشتريها، وكثيراً ما أخسر في الحالتين! وحين يثوبُ لي رشدي أعلم أني اشتريت الأسهم، التي بعتها فجأة، بناء على دراسة أساسية وقناعة، وأعرف أنها أقل من قيمتها العادلة بناء على تلك الدراسة، وأشتري أخرى لم أدرسها.. كل ذلك يحدث بسرعة!.. أو قُل فجأة..! حركة المؤشر أو السهم تُلغي في لحظة - أحياناً - بحثاً تعبت فيه، وقناعة عن دراسة، كأنما أصابني (تنويم مغناطيسي)!
قلت: لا تعجب يا صديقي! كلنّا أحياناً ذلك الإنسان!.. كلنا أحياناً نبحث ونتعب ونقرر في الليل شراء كذا من الأسهم، أو بيع كذا منها، لكن حين يفتح السوق، ويحمي الوطيس، ربما ينطبق علينا القول (كلامُ الليل يمحوه النهار) قد نبيع أو نشتري كالمنوّمين.. قال: والحل لهذه المعضلة؟
قلت: ليست معضلة!.. هذه طبيعة الإنسان في كثير من الأحيان!.. لن نخلص منها لكننا قد نقلل مضارها بأن نكتب ما نريد.. ونحدد بالكتابة سعر الشراء والبيع.. وإذا جانبنا الصواب فلنُبعد عن (جلد الذات).. الخطأ وغياب التفكير السديد جزء من طبع الإنسان عبّر عنه بشار حين قال:
(خُلِقْتُ عَلَى مَا فِيَّ غَيْرَ مُخَيَّرٍ هواي ولو خيرت كنت المهذبا
أُرِيدُ فَلاَ أُعْطَى، وَأُعْطَى ولَمْ أُرِدْ وقَصَّرَ عِلْمِي أنْ أنَالَ الْمُغَيَّبَا
وأصرفُ عن قصدي وحلمي مُبلغي وأُضحي وما أعقبتُ إلا التعجُّبا)
والعلاج لهذا، ولكل أمراض الدنيا هو الإيمان العميق بالله العلي العظيم، فالإيمان يمنحنا القوة والسعادة، ثم بذل الجهد والرضا بما قسم الله، من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان) حديث صحيح رواه مسلم.
نقلا عن الرياض
اصعب أسبوع مر علي يا استاذ عبدالله لكن ربنا يفرجها