السياحة من أكثر الأنشطة في العصر الحديث، ولها أبعاد عميقة في الاقتصاد والثقافة والاجتماع والإمتاع، والمملكة قارة مترامية الأطراف فيها الفصول الأربعة طول السنة، وعلى أرضها الطاهرة من الآثار والجبال والمواقع التاريخية ما يفوق الوصف، لذلك وفِّقت رؤية المملكة 2030 في دعم القطاع السياحي بشكل كبير، وتهيئة البنية التحتية لهذا النشاط البشري المختلف المنافع، وهناك عزم على جعل المملكة جاذبة جداً لسياحة السعوديين والقادمين من الخارج، خاصة أنّ المواطنين السعوديين هم أكثر شعوب الأرض إنفاقاً على السياحة الخارجية في اليوم الواحد، حسب تقرير صادر من شركة (فيزا) العالمية يُحصي المدفوعات السياحية، مع العلم بأن السعوديين يُنفقون في الخارج أضعاف مارصدته شركة (فيزا) من خلال السحب الآلي الدولي بواسطة (مدى) وثقافة نقل النقود الكثيرة قبل السفر، كما أن السعوديين هم أكثر الشعوب سياحة خارجية في الشرق الأوسط، وفي العالم كله نسبة لعدد السكان، مما يشكل نزيفاً خطيراً في جسدنا الاقتصادي، إذ بلغ إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية سنة 2018 (152) مليار ريال حسب ما ورد في صحيفة الشرق الأوسط، هذا غير النقود المحمولة، وغير إنفاق المقيمين على السياحة خارج المملكة، هذا يعني أن أمام المملكة فرصاً كبيرة لتنمية السياحة الداخلية والخارجية، وجعلها رافداً للناتج الوطني، ولميزان المدفوعات، بدل أن تكون عبئاً عليه..
وهناك ميزة كبيرة للنشاط السياحي، وهي توفير فرص العمل الكثيرة للمواطنين، فالسياحة من أكثر القطاعات حاجة للموظفين، إذ تحتاج كل غرفة في فندق إلى ثلاثة موظفين..
إن المشروعات الكبرى التي تبنتها الروؤية (نيوم - القدية - جزر البحر الأحمر) وغيرها كثير، ستدعم الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة مستدامة، وتُريح المواطنين من عناء الأسفار المتكررة خارج المملكة، بكل ما فيها من مشاق ومصاريف كبيرة ومخاطر.. فالمملكة بلاد الأمن العميم والاستقرار الراسخ، والتاريخ العريق والأجواء المختلفة والآثار النادرة والمناظر الخلابة - بما فيها سياحة الصحراء - سوف تدخل نادي السياحة الدولي من أوسع الأبواب، بإذن الله تعالى.
نقلا عن الرياض
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع