كثير من السعوديين اشتروا مساكن خارج المملكة، في مختلف أرض الله الواسعة، وكثير منهم ليس لديهم القوة المالية الكافية، فاشتروا بالتقسيط، ويرى هؤلاء أنّ امتلاك منزل أو شقة في بلد مفضلة، يوفر عليهم مصاريف السفر، خاصة في إجازة الصيف، كما يعتبرون ذلك استثماراً باقياً وقد يرتفع ثمنه، بخلاف الإيجار الذي لن يعود أي ريال أو دولار تدفعه فيه..
شخصياً أُفضل شراء الحليب على شراء البقرة، خارج المملكة طبعاً، أما في الوطن فامتلاك الدار عين العقل، وإن كنت أتوقع للعقار مزيداً من النزول..
نعود لشراء المسكن خارج المملكة، له محاسن ومساوئ، فهناك ضرائب سنوية ومدفوعات للصيانة وضريبة عند البيع أو الوفاة، والضريبة الأخيرة تصل إلى 40 ٪ في بعض البلدان..
ومع ذلك يرى المشترون أن هذا يحقق لهم وفراً، واستقراراً، وسهولة في السفر، لأن كثيراً من مستلزمات السفر موجودة في الشقة هناك، كما يُسهم ذلك في توفير بعض المصاريف الخاصة بالوجبات، والاطمئنان إلى أن الطعام صحي.. يُضاف إلى ذلك الشعور الاجتماعي والنفسي بالتملك..
ولكن مقابل هذا تأتي مشكلات الصيانة والضرائب، وما هو أهم، وهو الاقتصار في السفر على بلد التملك، في الأغلب، لأن السفر لغيره يلزمه دفع الإيجار، والاقتصار لا يخص البلد المعني وحده، بل على الحي في ذلك البلد، وقد يوجد في الحي جار أو أكثر من ذوي الإزعاج، كما أن تجهيز وتنظيف المنزل خارج المملكة، أثناء الذهاب والإياب، مزعج ومتعب جداً، وشعور المالك حين يعود للوطن أن منزله ربما تم تأجيره دون علمه، من قبل بعض الحراس، شعور مقلق بعض الشيء..
إذا أراد الإنسان الحليب فإن لديه خيارات كثيرة جداً: في الحجم والطعم والتوقيت، مع التيقن بسلامة الحليب لأن مصدره شركات محترمة، ثم إنه لا يكلف إلّآ القليل جداً نسبة لتكلفة البقرة المشتراة بهدف الحصول على الحليب، فهي مزعجة، وتحتاج إلى العناية والتعليف المستمر والتطبيب إذا مرضت، وقد تموت في أي وقت.. كما أن مذاق حليبها واحد، وقد يتوقف.
إذن، وباستثناء من يملكون ثروات كبيرة، أو من تكون لديهم أعمال مستمرة في البلاد الأجنبية التي اشتروا فيها منزلاً لذلك الغرض، فإن الاستئجار أثناء السفر أفضل ويمنح خيارات أجمل: تُسافر لأي بلد.. وتسكن في أي حي يعجبك.. وتُغيّر السكن بسهولة تامة.. وتصل له وهو مرتّب جاهز مُريح، والفنادق آمنة وأفضل خدمة (على مدى 24 ساعة) مع عدم الشعور بالوحدة ولو سافرت وحدك، لأن مرافق الفندق تمتلئ بالناس من كل الأجناس..
أخيراً تقول حكمة الأجداد (مال ليس في بلدك ليس لك ولا لولدك).
نقلا عن الرياض
ههههه القرن 21 زمن العولمة والعالم قرية صغيرة وتطور وسائل النقل والإتصال يصبح الاستثمار العابر للحدود وتنوع الاستثمار هو عين العقل. لم تذكر في مقالتك أن من اسباب شراء المنازل خارج البلد هو انخفاض اسعارها مقارنة باسعار عقاراتنا مع سهولة الاجراءات التملك وجودة بناء وخدمات وبنى تحتية أفضل مثل (أوروبا) ، هذا غير التحوط للأزمات (اللجوء والهجرة) مثل ما حصل لهجرة الكويتيين وقت الحرب العراقية، ايضاً امكانية تأخيرها وتحقيق ايرادات مضمونة من قبل شركات العقارات العالمية الكبرى. حتى مع إضافة الضرائب تظل اقل تكلفة من شراء عقار في البلد. ليس بالضرورة أن شراء الحليب يوفر خيارات متنوعة وصحية أكثر من شراء البقرة. لان الحليب المتوفر في الاسواق من الشركات لا يخلو من الاضافات الصناعية المضرة بالصحة ،وقد يكون شراء البقرة ورعايتها يعطي حليب أكثر صحةً وسلامة وجودة . بالنسبة (الحكمة) التي اوردتها :مال ليس في بلدك ليس لك ولا لولدك. هو غير صحيح لان بتطبيق هذه (الحكمة) تنقطع علاقات الشعوب والدول وهذا لا ولن يحدث لأن لا يوجد شعب مكتفي بذاته وإنما يحتاج الناس إلى الناس والتجارة وتبادل المنافع تساعد على التقارب بين الشعوب والأمم وتجنب الإختلافات والحروب وبتطبيق (الحكمة) التي سقتها علينا ماذا نقول عن بنوكنا وشركاتنا وصناديقنا المستثمرة بمليارات بل تيروريونات المليارات في الخارج في الصكوك والسندات الاجنبية (اوراق دين) والعقارات الدولية والفنادق العالمية بمليارات الدولارات من الاستثمارات؟ مع ان الصحفيين من ذوي الدخل المرتفع فلا شك أنهم يملكون الكثير خارج البلد ، لم تذكر لنا هل تمتلك منزل في الخارج أم لا؟ حتى لا يكون هناك تعارض بين ما نكتب وما نفعل .. المشكلة في مقالك الاسبوع الماضي بعنوان (لماذا تشيخ مدننا بسرعة) ذكرت سؤ التخطيط وسؤ البنى التحتية بمقارنة بالمدن في الدول الاخرى التي تكون في البنى التحتية ذات جودة أعلى ، وهذا سبب كافي شراء المنازل في الخارج.
شكرا استاذ عبد الله على المقال ...كل ما اتمناه الانشترى البقرة ثم نقوم بسكب الحليب ....!! خالص تحياتى
مقال جميل , وتنويع الاسثمار جيد لاسيما ان بعض الدول حققت نمو هائل في العشرين سنه الماضيه مثل الصين والهند وبعض دول شرق اسيا
شراء العقار يجب ان يكون على اسس اقتصادية واهمها حالة سوق العقار نفسه اذا كان هناك نمو متوقع او ركود كذلك تقلبات سعر العملة بجانب طبعاً الوضع السياسي والامني. انا معك يا اخ عبدالله في المجمل خصوصا بالنسبة لغير المستثمرين المحترفين. معظم مشتري العقارت من اصحاب الدخول المتوسطة هم من سياح الاسترخاء والطقس مثل البريطانيين و الروس الهاربين من البرد او العرب الهاربين من الحر وهؤلاء ليسوا سواح بالمعنى الحقيقي يستهدفون استكشاف حضارات و مجتمعات مختلفة.
حقيقة مقالات جميلة منوعة شكرا لك استاذنا
استاذنا الكبير اوافقك في كل ماكتبته رغم اختلاف الدول عن بعضها في أمان الاستثمار وجودة الاجراءات والسياسات والأنظمة، والحكمة التي ختمت بها مقالك بالغة الصدق والتأثير