تدوير منتجات البترول

29/12/2019 0
د. أنور أبو العلا

العالم مُقبل على ثورة مهولة لتحويل البترول إلى منتجات نهائية يحتاجها الإنسان في حياته اليومية بدلاً من حرقه وقوداً للسيارات.

البلاستيك إحدى الصناعات البترولية الرائجة تنمو بسرعة البرق، لا يقف عائقاً في طريق نموها إلا مُخلفات البلاستيك، التي تهدد وجود الحياة الفطرية في المحيطات، لذا فإن تدوير (إعادة تصنيع) البلاستيك وإيجاد تقنية للتخلص من نفاياته (بجعلها قابلة للتحلل) ضرورة لحل مشكلة النفايات، ومن ثم سينطلق المارد العملاق (البلاستيك) من قُمقمه ليدخل كمادة في صناعة مختلف المصنوعات النهائية تغزو الأسواق والشوارع وبيوت المستهلكين في أنحاء المعمورة.

العالم المتقدم يقف على قدم وساق لإيجاد حلول تمنع نفايات البلاستيك من الإضرار بالبيئة، الاتحاد الأوروبي ينوي سن قوانين تستهدف بحلول العام 2030 أن يكون جميع بلاستيك التغليف المستخدم في أوروبا خاضعاً لإعادة الاستعمال أو التدوير.

شركات البترول تحاول الآن تطوير عملية تدوير البلاستيك عن طريق المشاركة مع الصناعات ذات العلاقة بتكوين ما يسمى (Plastic value chain) لتسريع تحسين تكنولوجيا التدوير، شركة توتال الفرنسية تُشارك ضمن 30 شركة في أنحاء العالم باستثمار 1.5 مليار دولار خلال خمس سنوات لمعالجة أضرار نفايات البلاستيك بالبيئة.

كذلك الشركة البريطانية (BP) لديها برامج لتطوير وتحسين تكنولوجيا تدوير البلاستيك، ولديها خطة لإقامة مشروع تجريبي بتكاليف تبلغ 25 مليون دولار في أميركا لمعرفة مدى نجاح تكنولوجيا التدوير.

 الدافع للاندفاع لاستخدام البلاستيك المزايا التي يتميز بها على جميع المواد المنافسة (كالحديد، والزجاج، والورق) في استعمالاتها (كخفة وزنه، وصغر حجمه، وسهولة تشكيله، وتأقلمه مع التغيرات المناخية والمكانية، ومحافظته على السلامة، وعدم الهدر للأشياء المحفوظة)، هذه فقط بعض المزايا المتعلقة بالتغليف، لكن استخداماته الصناعية لا حصر لها، حيث يدخل في تركيبات كل ما نراه حولنا أو نستخدمه في معيشتنا اليومية.

تقول التقديرات: تدوير مخلفات البلاستيك في العالم يؤدي إلى توفير في الطاقة بما يعادل 3.5 مليارات برميل بترول في السنة، هذا يقودنا إلى السؤال هل التدوير يُخفض الطلب على البترول؟

فلنأخذ مثالاً، الذهب يرتفع سعره رغم تدويره ورغم زيادة إنتاجه، كذلك البترول (الذهب الأسود) تدويره لن يُخفض الطلب عليه، بل سيطول عمر البترول، وسيزداد الطلب عليه بحل مشكلة النفايات والأضرار بالبيئة، وبالتالي سيرتفع سعر البترول مثلما يرتفع سعر الذهب.

الواضح أن شركات البترول العالمية تركز على التدوير، وهذا يفرض على شركات بترول الخليج التركيز على تطوير التحلل الطبيعي للنفايات.

الخلاصة: أرامكو لها دور رائد في حل مشكلة انبعاث ثاني أكسيد الكربون (CO2) المتسبب في الاحتباس الحراري، ولعلها الآن تركز على نقطتين أساسيتين هما: البحوث والتجارب التطبيقية لتحلل نفايات البلاستيك، والمحافظة على ميزة انخفاض تكاليف استخراج المتبقي من بترولها، لكي تُصبح أرامكو المنتجة الأكبر للبلاستيك والسلع النهائية من البترول، كما هي الآن المنتجة الأكبر للبترول الخام.

 

نقلا عن الرياض