قصة عن الرشوة

20/12/2019 3
عبدالله الجعيثن

يروي الأستاذ مصطفى أمين في زاويته ( فكرة ) عن مهندس مصري شاب، مخلص جاد، يعمل في شركة كبرى من شركات القطاع العام، وله زوجة يحبها وتحبه جداً، أنّه جاء إلى زوجته بعد خروجه من الدوام فقال :

حبيبتي ! قدّم لي مقاول فاسد مئة جنيه رشوة فبلّغت عنه وتمّ القبض عليه..

فضمته زوجته وقالت: يا حبيبي ! أنت مُخلص .. مُصلح .. شكراً لك

و بعد شهر جاء إليها و قال: ما هؤلاء الناس! اليوم يا حبيبتي قدّم لي مقاول آخر ثلاثمائة جنيه فبلّغت عنه و تم القبض عليه !

فعانقته و قبّلته وهتفت : يا لك من رجل رائع!

و بعد شهور جاء المهندس المخلص إلى زوحته و قال: حبيبتي ! اليوم قدّمت لي شركه كبرى مئه ألف جنيه رشوه فرفضتها و بلغت عنها !

فصرخت: كم ! مئه ألف جنيه ! طلئني ياابن ال……. )!

قد تكون القصه من خيال مصطفى أمين الواسع.. ،لكنها تُحاكي الواقع !.. فالرشوه أُمّ الكوارث و الخبائث و أخطر أنواع الفساد على الإطلاق..

لدى جميع الأمم و العصور و الشعوب و الدول.. بما فيها الدول المتقدمه .. لأنها - إذا كبر مَبْلَغُها - تشق بطن الطمع لدى كثير من الناس بما فيهم بعض الصالحين الذين يُقاومون كثيرا ثم ينهار بعضهم مع الإغراء الهائل الذي يقلب موازينهم و حياتهم و عقولهم رأسا على عقب..

الرشوة هي (الثقب الأسود) الذي يبلع الأموال ، ويجعل الغش ينتشر في أكثر السلع ، بما فيها أدوات الكهرباء وقواطعها ، وشواحن الجوالات ، وقطع غيار السيارات ، مما يهدد حياة الناس الذين يشترون تلك السلع اعتقاداً منهم أنها (أصلية) لأن بلد الصناعة المكتوب عليها ثقة ، المشكلة أن ما كُتب عن بلد الصناعة زور وبهتان ، كذلك يبلع هذا الثقب الأسود جودة المشاريع . مع رفع تكلفتها (حشفاً وسوء كيلة) وليس لشرور الرشوة حدٌّ تقف عنده.

و الحل لهذا المرض الخبيث الذي إذا انتشر في جسد الاقتصاد و المجتمع قضى عليه و جعله أثرا بعد عين، الحل هو تشديد العقوبات إلى آخر حدّ على ( الراشي و المرتشي و الرائش ) فإنّ الخوف الشديد يتغلّب على الطمع الشديد.

نقلا عن الرياض