يروي الأستاذ مصطفى أمين في زاويته ( فكرة ) عن مهندس مصري شاب، مخلص جاد، يعمل في شركة كبرى من شركات القطاع العام، وله زوجة يحبها وتحبه جداً، أنّه جاء إلى زوجته بعد خروجه من الدوام فقال :
حبيبتي ! قدّم لي مقاول فاسد مئة جنيه رشوة فبلّغت عنه وتمّ القبض عليه..
فضمته زوجته وقالت: يا حبيبي ! أنت مُخلص .. مُصلح .. شكراً لك
و بعد شهر جاء إليها و قال: ما هؤلاء الناس! اليوم يا حبيبتي قدّم لي مقاول آخر ثلاثمائة جنيه فبلّغت عنه و تم القبض عليه !
فعانقته و قبّلته وهتفت : يا لك من رجل رائع!
و بعد شهور جاء المهندس المخلص إلى زوحته و قال: حبيبتي ! اليوم قدّمت لي شركه كبرى مئه ألف جنيه رشوه فرفضتها و بلغت عنها !
فصرخت: كم ! مئه ألف جنيه ! طلئني ياابن ال……. )!
قد تكون القصه من خيال مصطفى أمين الواسع.. ،لكنها تُحاكي الواقع !.. فالرشوه أُمّ الكوارث و الخبائث و أخطر أنواع الفساد على الإطلاق..
لدى جميع الأمم و العصور و الشعوب و الدول.. بما فيها الدول المتقدمه .. لأنها - إذا كبر مَبْلَغُها - تشق بطن الطمع لدى كثير من الناس بما فيهم بعض الصالحين الذين يُقاومون كثيرا ثم ينهار بعضهم مع الإغراء الهائل الذي يقلب موازينهم و حياتهم و عقولهم رأسا على عقب..
الرشوة هي (الثقب الأسود) الذي يبلع الأموال ، ويجعل الغش ينتشر في أكثر السلع ، بما فيها أدوات الكهرباء وقواطعها ، وشواحن الجوالات ، وقطع غيار السيارات ، مما يهدد حياة الناس الذين يشترون تلك السلع اعتقاداً منهم أنها (أصلية) لأن بلد الصناعة المكتوب عليها ثقة ، المشكلة أن ما كُتب عن بلد الصناعة زور وبهتان ، كذلك يبلع هذا الثقب الأسود جودة المشاريع . مع رفع تكلفتها (حشفاً وسوء كيلة) وليس لشرور الرشوة حدٌّ تقف عنده.
و الحل لهذا المرض الخبيث الذي إذا انتشر في جسد الاقتصاد و المجتمع قضى عليه و جعله أثرا بعد عين، الحل هو تشديد العقوبات إلى آخر حدّ على ( الراشي و المرتشي و الرائش ) فإنّ الخوف الشديد يتغلّب على الطمع الشديد.
نقلا عن الرياض
صحيح لابد من تشديد العقوبه فنحن اصبحنا فى زمان من يخشي النظام اكثر من خشيته لخالقه ،،،،،
في الاثر عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قوله"إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران" ومعناه أن هناك من يخاف من السلطان أكثر من خوفه من مما ورد في القران
الحل على الطريقة الصينية اعدام المرتشين و المختلسين.