المواطن والوافد.. منافسة غير عادلة

22/11/2019 9
عبدالله الجعيثن

في كلّ بلد - وليس في المملكة وحدها - حين يفد غرباء بقصد العمل تكون المنافسة غير عادلة في سوق العمل والكسب ما لم تتم حماية المواطنين بقصر (مهن مهمة) عليهم، وتنظيم أوقات العمل.

الوافد لأي بلد لطلب الرزق مُتحرّر الوقت من أي قيود اجتماعية أو اقتصادية مقارنة بالمواطن الذي عليه التزامات اجتماعية واقتصادية أثقل من الوافد بكثير، يُضاف إلى هذا أن الإنسان في وطنه يريد أن يعيش حياته، ويحقق سعادته وراحته، بعد أن يؤدِّي عمله، الوافد لأي بلد - بغرض العمل - يؤجّل سعادته وراحته إلى حين العودة لبلده، ويُكرِّس كل وقته وجهده للعمل الدؤوب لا يشغله عنه شاغل أو التزام، فإن كان في (دكّان) فهو (مسمار في خشبة) يعمل 12 ساعة متواصلة مؤجلاً راحته إلى حين عودته، وإن كان في حِرفة فهو جاهز لكل طالب، ولا يُلام، لأن هدفه من الغربة (جمع المال) بأسرع ما يمكن ومهما بذل، يُسلّيه ويعوّضه عن جهده الخارق معرفته أنه حين يعود لبلده سوف يستريح تماماً، خاصة أنه يكسب في بلد الغربة أضعافاً مضاعفة مما يكسب في بلده لو بذل ذلك الجهد.

إذاً فالمنافسة غير عادلة، ونقطة الانطلاق في السباق غير متساوية، وهذا ما شعرت به كل المجتمعات الغنية فلم تترك سوق العمل مفتوحاً للمنافسة بين المواطنين والوافدين من دون ضوابط وحدود، أميركا لو سمحت للوافدين بالعمل في كل المهن - وبكثافة الاستقدام الموجود في المملكة نسبة لعدد السكان - لانتشرت البطالة بين الأميركان بشكل مخيف، لأن ملايين الوافدين مستعدون للحلول مكان الأميركي بنصف الأجر، وإن فُتح لهم باب التجارة - كما التستر المنتشر عندنا - أكلوا تجار الأميركان.

تحقيق المنافسة العادلة يقتضي تحديد أوقات العمل، وقصر التجارة وقيادة سيارات الأجرة على المواطنين، وسعودة مندوبي المبيعات، ومكافحة وباء التستر الذي عمّ وطمّ وكأنه الطوفان.

نقلا عن الرياض