سواء أكنت متداولاً في الأسهم والعقار، أو من روّاد الأعمال، أو في بدء تجارة، أو أي مشروع كان، فإنّ بُعدَ النظر هو الذي سوف يُحدد مستقبلك بإذن الله..
وبُعد النظر ليس مجرد موهبة نظرية، بل هو أيضاً جهد وعمل وعرق، إنه صفة عظيمة شاملة تجمع المعنوي مع المادي، والمحسوس مع غيره ..
يتمثل الجهد في دراسة الجدوى العميقة، المستندة على الحقائق والوقائع ونسب النمو، ومتطلبات السوق، وميول الناس، وخطط القطاع العام والخاص، مع القدرة على التخيُّل المستقبلي المبني على مدى النمو في المجال الذي ترغبه وتحس أنك مناسب له، وأنّ لديك ميزة نسبية فيه، إنه ليس الخيال الواهم، ولا أحلام اليقظة، بل هو الخيال المبني على حقائق آنية سوف تكبر في المستقبل وتنمو، ويزداد عليها الطلب ويخدمها الزمن..
إنّ (المكرر المستقبلي) في الشركات المساهمة، علي سبيل المثال، يحتاج التنبؤ به إلى قراءة جميع مراكز الشركات، وتقاريرها المالية، وملاحظات المحاسبين، والتمييز بين الأرباح المستمرة والعارضة، ومعرفة مدى الوضوح أو الغموض في (نموذج عمل الشركة) وفي مدى تطبيقه واستمراره، ومن هم عملاؤها المستهدفون، وهل هم في زيادة أم نقصان؟
مثل ذلك في الأعمال التجارية، وفي مختلف المشروعات الجديدة أو القديمة، لا بد من بُعد النظر في الحكم عليها، بعد دراستها الضافية من كافة الجوانب، حتى يكون قرار الاستثمار استباقياً موفقاً، ومع مراقبة ما يجِدّ مع الزمن، وقبل ذلك وبعده الاستعانة بالله عز وجل، وطلب التوفيق منه تبارك وتعالى، والله لا يُضيع أجر العاملين.
نقلا عن الرياض