درب الزلق!

06/09/2019 4
عبدالله الجعيثن

مسلسل كوميدي دام عرضه أكثر من أربعين عاماً!.. ولا يزال كثيرون يرونه حتى الآن!.. ضَرَبَ الرقم القياسي في عرض المسلسلات!.. لاقى نجاحاً منقطع النظير لدى كل العرب!.. ربما لأنّ كثيرا من المجتمعات العربية عاشت درب الزلق أكثر من ألف عام! في مشاهد حقيقية لا مجرد تمثيل.. كان أجر العامل الماهر في العصر العباسي الزاخر بالثروات لا يزيد على ثلاثة دراهم! في الوقت الذي ينال فيه شاعر مئة ألف درهم على قصيدة! ليس كل الشعراء! فيهم بؤساء كأبي الشمق الذي قال:

(بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي  فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي سماءُ اللهِ أوْ قِطَعُ السحابِ

فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ بابِ   لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ)

مجتمعنا السعودي - مع أنه من أفضل المجتمعات مادياً بلا مجاملة - مرّ بدروب زلقة! من (مساهمات عقارية) ذهب كثير منها مع الريح! إلى عمليات نصب تستغل وفرة المال! من مكائن (سنجر) إلى بطاقات (سوا)! وجنون الأراضي! ومن شركات نصب وهمية خارجية تعِد بثروات في المضاربة على العملات! وتنشر إعلانات ملأت مُعظم مواقع النت! واستغلت أسماء المشاهير! وأثارت الفضول بعناوين مُغرية ما إن يدخل عليها العاقل حتى يُصاب بالغثيان!

درب الزلق لا زال .. ولن يزال .. يُصيب كثيراً من الأقدام بالكسور البالغة.. ويُبرهن على أن بعض العقول قد تُصاب بجنون..

ولفظة (الزلق) فصيحة:

(فاطْلُبْ لِرِجْلِكَ قبلَ الخَطْوِ مَوْضِعَها  فَمَنْ عَلاَ زَلَقاً عن غِرَّةٍ زَلقا)

نقلا عن الرياض