اهدأ وخذ نفساً عميقاً

28/06/2019 3
عبدالله الجعيثن

إن الذي يتابع شاشة الأسهم وهو متوتر كأنّ أعصابه حبال مشدودة توشك على الانقطاع، لن ينجح في اتخاذ القرار السليم في الغالب العام، لأنّ التصرف وقت التوتر كالتكلم وقت الغضب لا يأتي بخير في أكثر الأحوال، بل هو للشر أقرب.. إنّ اتخاذ القرار والمتداول متوتر مشدود للأعصاب يُشبه الإبحار أثناء العاصفة العاتية، والتوتّر الشديد عاصفة داخلية تُعْمي البصائر والأبصار، فوق هذا فالتوتّر مدمّر للصحة النفسية والجسدية، وهو من أسباب الإصابة بأمراض السكّر والضغط والقولون العصبي وسوء الهضم وفساد المزاج وفقدان الثقة بالنفس..

ومن أهم أسباب التوتّر أثناء شراء وبيع الأسهم، انعدام المعرفة الجيّدة بوضع الشركات التي نتداول فيها، فهذا الجهل يجعل الحيرة تضرب صاحبه، وتصيبه بالتردد والارتباك وضعف الإدراك، فيتخذ قراراً سريعاً بأمل تخليصه من ضعفه وتوتره فلا تزيده سرعة القرار العشوائي إلاّ ضَعْفاً ومزيداً من العصبية..

كما أن استخدام التسهيلات والديون بمثابة حمل الصخور الثقيلة ليلَ نهار، تجعل التوتر يتعمق في العقل الباطن، ويخرج على شكل قرارات (مُتخبطّة) تُدخِل صاحبها في (دائرة مُفْرَغة) من القلق؛ فقراراته العشوائية تزيد التوتر والقلق، والتوتر يزيد اتخاذ القرارات الخاطئة.. هنا يصبح العقل كالبهيمة الشاذّة التي تتوالد من نفسها بشكل متواصل.

ولتخفيف التوتر المصاحب للتداول، خاصةً لدى المضارب يحسن به أن يدرس -وقت السّعة- الشركات التي يُريد شراءها أو بيعها، دراسة مالية مستفيضة بهدوء وتمعّن وصبر، مع الاستعانة بالتحليل الفني -بعد المالي الشامل- ثم يتخذ قراراته مُقدماً فيحدد سعرها للشراء والبيع بشكل مكتوب، ويلتزم به، م الم يحصل حدثٌ كبير -وهذا نادر- ثم يعزف عن مراقبة الشاشة والتحديق في تقلبات الأسعار التي تُحيّر العقول وتُثير الأعصاب.

والاسترخاء له تمارين عملية موجودة في الكتب المتخصصة ومواقع النت الموثوقة، تعتمد على طريقة التنفس، والتمرين على شدّ العضلات ثم إرخائها وملاحظة الفرق بين الحالتين، ومع مواصلة التمارين يستطيع الإنسان الحصول على الاسترخاء الذي يجلب الطمأنينة وراحة البال، ويطرد القلق والتوتر وانشغال البال.

 

نقلا عن الرياض