أجمل ساحات الرياض متروكة

23/11/2018 9
عبدالله الجعيثن

في قلب العاصمة الكبرى، النابضة بالحركة والحياة، توجد أجمل ساحات مفتوحة في العالم، وهي (ساحات قصر الحكم).. وقد صنّفتها الجمعية الدنماركية للعلوم والفنون المعمارية كأفضل الساحات المفتوحة في العالم، أخذت الرقم الأول من بين 39 ساحة مفتوحة في أشهر مدن الدنيا من أميركية وأوروبية وآسيوية، وعلّلت الجمعية هذا الاختيار بكامل العناصر المطلوبة فيها، من جمال ورحابة وسلامة وتمازج الوظائف المختلفة حولها، وتكاملها، من دينية (جامع الإمام تركي بن عبدالله “الجامع الكبير” ) وإدارية (قصر الحكم وأمانة مدينة الرياض)  وتاريخية (المصمك) وتجارية (مركز شركة الرياض للتعمير) خاصة أن دمج تلك الوظائف تم بلغة جمالية واحدة، وتناسق هندسي بديع، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويبدو التصميم متجانساً يحتوي تلك الساحات الكبرى وتحتويه بشكل يوحي بالتناغم الفني الجذاب، وينطوي على إبداعات معمارية، تُشرق في تاريخ هذا الفن الجميل، الذي يُشبه الموسيقى المتجمدة، وتقدّم نماذج قياسية للمهندسين، المبدعين وصنّاع القرار..

وقد زرت تلك الساحات مراراً وتكراراً، وهي (ساحة ميدان العدل) و (ساحة الإمام محمد بن سعود) و(ساحة الصفاة) و(ساحة المصمك) و (ممر الجامع الكبير) وتأخذني الدهشة والانشراح كلما زرت تلك الساحات الواسعة البديعة والمنفّذة بإتقان تام يدعو للفخر، غير أنني أتعجب من خلو تلك الساحات من المواطنين إلى حدٍّ كبير، وتركها شبه فارغة في الفضاء، وعدم وجود عوامل جذب مغرية تجعلها أكثر إنسانية وحياة، من مقاهٍ متقدمة راقية، وزهور تَحُف أطرافها المترامية، وأشكال جمالية تزين زواياها، والسماح بقيام معارض فنيه مفتوحة فيها بين وقت وآخر، ودعوة الأسر المنتجة لعرض منتجاتها في أطراف الساحة. وخاصة المأكولات الشعبية، فحين أريد أن استمتع بالجلوس أكثر في تلك الساحات الرائعة، لا أجد مقاهي تغريني بالجلوس الطويل، وتبعث الأنس بوجود عدد كبير من الناس (فالناس هم زينة الحياة وبهجة المدن) وهم الذين يجعلون المدينة أكثر إنسانية، كذلك لا أستطيع الحصول على وجبة جيدة، ولا حتى فنجان قهوة..

إنها دعوة لأمانة مدينة الرياض النشيطة باستثمار تلك الساحات وبث فيها الحياة.

 

نقلا عن الرياض