نظراً لأن الأرقام هي لغة الاستثمار فمن الطبيعي أن تأخذ الأرقام حيزاً كبيراً في تقدير واختيار أفضل الصناديق الاستثمارية. وفي هذا الصدد توجد ثلاثة أنواع من المعايير لقياس أداء الصناديق الاستثمارية: مقاييس العائد، ومقاييس المخاطرة، ومقاييس العائد على المخاطرة.
أولاً: مقاييس العائد: بالطبع مقاييس العائد هي المقاييس التي تبيّن لك كم معدل العائد الذي حققه الصندوق على مر الفترة السابقة. ومع أن الأداء السابق ليس ضماناً للأداء المسقبلي إلا أنه يعد مؤشراً جيداً له في أحيان كثيرة. ومن أهم ما يقال فيه:
ـ عادة يقاس العائد لمدة سنة، وثلاث سنوات، وخمس سنوات (وبعض الأحيان لمدة أطول) ومنذ الإنشاء. وفي هذا يمكن فحص أداء الصندوق وحده ولكن الأهم هو المقارنة بين أداء الصندوق والمؤشر الإرشادي الخاص به أو بين أداء صندوقين. ولكن يجب التأكد عند المقارنة بين صندوقين أن يستثمرا في الفئة الاستثمارية والسوق نفسيهما. فلا ينبغي مقارنة أداء صندوق مرابحة بصندوق أسهم للاختلاف الكبير في الأصل الذي يستثمر كل منهما فيه. كما يحبذ دائماً المقارنة بين فترات واحدة فلا نقارن بين معدل العائد السنوي عبر خمس سنوات لصندوق وعبر ثلاث سنوات لصندوق آخر.
ـ وكذلك عند النظر لفترات تزيد على سنة ينبغي استخدام المتوسط الهندسي للعائد وليس المتوسط الحسابي، وذلك لأن المتوسط الهندسي أكثر دقّة.
ـ عند قياس أداء الصندوق بالمقارنة بالمؤشر الإرشادي الخاص به تأكد دائماً أن المؤشر المستخدم صحيح ومناسب بالنظر إلى الصندوق وغرضه والفئات التي يستثمر فيها. فكما لا يُعقل أن يكون المؤشر الإرشادي لصندوق أسهم هو مؤشر سوق السندات «لأنه لا يمثّله»، كذلك لا يُعقل لأي صندوق يختص بالأسهم الشرعية السعودية أن يستخدم المؤشر الكلّي لسوق تداول كمؤشر إرشادي لأنه يحوي شركات غير شرعية لا يمكن للصندوق الاستثمار فيها وبالتالي فهو لا يتماثل مع المجال الاستثماري للصندوق.
ثانياً: مقاييس المخاطرة: الانحراف المعياري أو معدّل المخاطرة Standard deviation. هو المقياس الأساسي لمعدل المخاطرة. وهو يقيس مقدار التذبذب في السعر أو العائد حول المتوسط (صعوداً أو نزولاً) عبر فترة من الزمن. وبصفة عامة كلما كان أصغر كانت المخاطرة أقل. فمثلاً: إذا كان لدينا استثماران (أ) و (ب) كلاهما حقق العائد نفسه عبر السنوات السابقة، البالغ متوسطه 29.2 في المائة سنوياً، و لكن الاستثمار (أ) حقق العائد بنسبة تذبذب (أو انحراف معياري) يبلغ 3.1 في المائة، بينما الاستثمار (ب) حقق العائد نفسه ولكن بنسبة تذبذب (أو انحراف معياري) أعلى يبلغ 15.3 في المائة. هذا يعني أن أداء الاستثمار (أ) كان أفضل من (ب) لأنه حقق العائد نفسه لكن بنسبة تذبذب أقل، مما يعني أن المستثمر في (أ) حقق العائد نفسه لكن مع احتمال خسارة أقل.
معامل بيتا Beta. إذا كان مقياس الانحراف المعياري هو مقياس مطلق، فمعامل بيتا هو مقياس نسبي للمخاطرة فهو مقياس لمدى حساسية الصندوق للحركة في سوقه أو مؤشره الإرشادي. وكما في الانحراف المعياري كلما كان معامل البيتا أصغر كانت المخاطرة أقل. فمثلاً: إذا كان معامل البيتا لصندوق يساوي 2 فهذا يعني أن حركة السوق أو المؤشر بمقدار 10 في المائة يُتوقع أن ينتج عنها حركة في الصندوق بمقدار 20 في المائة (2 × 10 في المائة = 20 في المائة).
ثالثاً: مقاييس العائد على المخاطرة: وهذه المقاييس تجمع بين معياري العائد والمخاطرة لتحسب مدى كفاءة الصندوق (أو أي استثمار) في تحويل المخاطرة التي يتحملها المستثمر إلى عوائد على النحو الأفضل. وبالتالي فهي أهم المعايير لقياس أداء الصندوق.
معدل العائد على المخاطرة (Return/Risk Ratio). يقيس معدل العائد بعد أخذ المخاطرة بالحسبان حيث يقوم على قسمة العائد السنوي على المخاطرة السنوية لحساب معدل العائد الذي يحققه المستثمر لكل وحدة يتحملها من المخاطرة. وكلما كان معدل العائد على المخاطر أعلى كان الصندوق أفضل أداءً.
معدل شارب Sharpe Ratio. ولا نقصد هنا الشارِب الذي تفتله بفخر على وجهك! بل نتحدث هنا عن شارْب (بتسكين الراء) الذي يفتخر به مديري الصناديق (سواء كانوا حليقين أومفتولي الشوارب) فمعدل شارْب عبارة عن تطوير لمعدل العائد على المخاطرة حيث يقوم على النظرة بأن نسبة المخاطرة على الاستثمار في الودائع الحكومية تقترب من الصفر، لذا فإن أي مخاطرة يتحملها المستثمر هي في سبيل تحقيق عائد يفوق عائد الودائع، وبالتالي فحساب معدل شارب يطرح عائد الودائع الحكومية من أداء الاستثمار ومن ثم يقسم الباقي (والذي يُمثل العائد المتحقق من جراء تحمل المخاطرة) على مقدار المخاطرة التي يتحملها المستثمر (معدّل الانحراف المعياري). وكلما كان معدل شارب أعلى كان الصندوق أفضل أداءً.
معامل ألفا Alpha. هو الفارق بين العائد الفعلي للصندوق والعائد المتوقع له بناء على نسبة المخاطرة التي يتحملها (بالمقارنة بمخاطرة سوقه ككل، والتي نحسبها بمعامل بيتا). هو المعيار الفعلي لكفاءة أداء المدير (مع مؤشر شارب). وكلما كان معامل ألفا أعلى كان الصندوق أفضل أداءً.
مقال مميز ... يستحق كلمة : ممتاز ... وشكرا لك اخي محمد
كل هذه المعايير والمقاييس لايعتد بها في السعوديه للاسف والدلائل كثيره والله المستعان والله يفلت من ايديهم قل امين
نقصد ادارة بنك الجزيره ومن يديره