العين حق، غير أنّ بعض الناس يظلم نفسه ثم يعيد ما أصابه إلى (العين) فيسرع بسيارته جداً فإذا وقع له حادث صرخ قائلاً (عين ما صلّت على النبي) واتهم (فلان) بأنه (نضله!) أي (أصابه بالعين) وقد يتهور ويظلم نفسه بشراء أسهم كثيرة وبتسهيلات ودون معرفة يُعتد بها فإذا خسر وربما أفلس لعلع بالقول: عين ما صلّت على النبي! وربما اشترى منزلاً دون فحص هندسي (مع أن منظر المنزل جميل لكنه ينطبق عليه المثل لابسة خلاخل والبلاء من داخل لسوء التنفيذ!) فإذا واجه مشكلات كثيرة في البلاط والكهرباء والسباكة والتشققات أعاد ذلك إلى (فلان) الذي عانه ونضله حين دخل منزله ورأى جماله! والأمثلة كثيرة.. ومن يظلم نفسه عليه أن يتحمّل سوء عمله وعواقب تهوره لا البحث عن (شماعة) يبرىء بها نفسه ويلقي اللوم على الآخرين ويتهمهم أنهم أصابوه بالعين.
والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) فضيلة كبيرة لكن لم يرد أنها ما يقوله من أعجبه أمر، ما ورد هو أن يقول: (ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله) قال جّل وعزّ (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43))
وظلم النفس دركات أخطرها الشرك بالله والعياذ بالله، ثم الظلم النفس عدة أشكال كالسرعة بالسيارة (والتفحيط) وأنواع التهور في القيادة، وكذلك الغرور والاستكبار، وتحميل النفس فوق ما تطيق من الديون، والإقدام على شراء أسهم أو منزل دون تبصير ولا فحص ينفي الجهالة، مثل هذه التصرفات فيها ظلم للنفس والأسرة، فإذا وجد الفاعل سوء العاقبة فليس من العقل أن يُعيد ذلك للعين و(النضل) وأن يعمل على تبرئة نفسه واتهام الآخرين أنهم رموه بعين! بل عليه أن يعرف الأسباب المنطقية التي أوصلته لخسارة فادحة أو حادث سيارة أو عيوب كثيرة في منزل شراه، ليُعدّل مساره، ويستفيد من أخطائه، ويراجع ذاته، ويتخلص من ظلم نفسه قبل أن يضيف لذلك ظلمه للآخرين.
نقلا عن الرياض