أثارت البنوك السعودية منذ الأسبوع الماضي ضجة -أزعم أنها مفتعلة- بخصوص مطالبات هيئة الزكاة والدخل لها بدفع فروقات الزكاة المفروضة على صافي أرباحها لسنوات مضت، بعد تعديل طريقة احتسابها ضمن الحد الشرعي وهو (2.5%). وما كانت تلك البنوك بحاجة لإثارة تلك الضجة؛ لأنَّ النظام قد كفل لها حقَّ الاعتراض، ثُمَّ التَّرافُع والتَّظلم والاستئناف حتَّى الوصول إلى كلمة سواء بينها وبين هيئة الزكاة.
صحيح أنّنا نفتخر بريادة القطاع البنكي في اقتصادنا السعودي وقدرته على استيعاب وتدريب أعداد كبيرة من السعوديين حتى يكاد يكون أكثر القطاعات تشغيلًا للعمالة الوطنية، إلَّا أنّه في الوقتِ نفسه يتمتع بمزايا عديدة لا تتوفر للبنوك المثيلة عالميًّا؛ فهو يحقِّق أرباحًا سنوية مرتفعة بكل المقاييس، حتى في ظل الركود النسبيِّ الذي يعيشه اقتصادنا السعودي حاليًّا. والأرباح السنوية لذلك القطاع قد يصلُ صافيها إلى أكثر من (50%) من رأس المال، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ محدودية مُلاك أسهم هذه البنوك تجعلهم يستأثرون بجزء كبير من هذه الأرباح، عدا أنهم يتحكمون من خلال عضويتهم في مجالس إدارة هذه البنوك في مختلف القرارات، وقد يضاربون في سوق المال وفْق قرارات سيتخذونها لاحقًا فيُحققوا أرباحًا إضافية.
لا أحد ينادي بالتأثير سلبًا على قطاعنا البنكي؛ فهو الذي يحمل اقتصادنا بين ذراعيه نحو الأفضل. لكنَّ محاولته كسب التعاطف الشعبي -في وقت تجهل فيه الغالبية أسباب مطالبات هيئة الزكاة والدخل-، قد جاءت بنتائج عكسية لِما يُريده ذلك القطاع؛ فالنقاش العام الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام يتركَّز حول قُصور أداء البنوك في ظل أرباحها الفاحشة، كما يستذكر البعض حادثة الفساد المكتشف في البنك الفرنسي، والفساد الذي تعيشه بعض البنوك بشكل عام. ناهيك عن سوء أداء بعضها.
والجميع يُدرك مدى قوة اللوبي البنكي لدينا وقدرته على التأثير في القرارات التي تصدر عن الحكومة، ممثلة في مؤسسة النقد العربي السعودي. ويُعَدّ هذا اللوبي، ولوبي صناعة البتروكيماويات لدينا الأشدَّ تأثيرًا على طبيعة ما يُتخذ من قرارات عُليا تَخصُّ هذين القطاعين.
وأستغرب تَناسِي القطاع البنكي للمزايا التي يتمتع بها مقارنة بغيره من البنوك العالمية، ويمكن تلخيص تلك المزايا في النقاط التالية:
أولا: إن معظم الودائع التي تنساب إلى البنوك هي أموال شبه مجانية لا يتقاضى الأفراد المُودِعونَ أيَّة فوائد منها، وبالتالي تُصبح أموالًا مجانية تستثمرها البنوك وتحقق منها أرباحاً طائلة، في حين تُحقِّق أرباحًا طائلة جَرَّاءَ إقراض الجزء الأكبر من هذه الودائع بفوائد مرتفعة.
ثانيا: لا تفرض الحكومة أيَّة ضرائب على دخل هذه البنوك، مثلما يُفرض على البنوك العالمية من ضرائب تصل نسبتها إلى (40%) في معظم دول العالم، إضافة إلى نسبة (2.5%) للزكاة.
وقد استغربت في نقاشي قبل يومين مع بعض رجال البنوك الذين يقودون حملة «حياة أو موت» ضد مطالبات هيئة الزكاة والدخل، بحجة أن نسبة الـ (2.5%) مخصص الزكاة تعادل ما بين (30%-50%) وقد اعتبروها مبالغة قصوى تستدعي تلك الضجة الإعلامية التي يقومون بالترويج لها. ولو كان ما يُروِّجون له صحيحًا لَما انتعش هذا القطاع خلال العقود المتوالية، في فترات الشدة الاقتصادية كما في فترات الرخاء.
رابعا: إذا تتبعنا الدور أو المساهمات الاجتماعية لبنوكنا نجدها تقترب من درجة الصفر، في حين نجد مثيلاتها من البنوك العالمية تساهم في المشروعات الخيرية وبناء المدارس ودُور العَجَزَة وغيرها من المساهمات، ولا تنتظر من يحركها في هذا الاتجاه. هذا، وتستغل بنوكنا تَجَنُّب البعض لتمويل البنوك -ولوكان ذلك للأعمال الخيرية- وتردد مقولة أهل مكة الكرام: «جات منك يا نافع».
خامسا: تتَّصِفُ بنوكنا بكونها شِبه احتكارية في ظل الاكتفاء بالثلاثة عشر بنكًا القائمة حاليًا في المملكة، والظروف الاقتصادية الحالية تستدعي فتح المجال لأكبر عدد منها؛ لإيجاد البيئة التنافسية المطلوبة والتي ستنعكس إيجابًا على التكلفة والخدمة المقدمة.
صحيح أنَّه قد مُنحت تراخيص لبنوك عالمية لفتح فروع لها في المملكة، لكنَّ ذلك لا يكفي لأنَّ معظم تلك البنوك متخصصة في خدمات محددة وليست شاملة. وفي رأيي المتواضع فإنَّ الوضع الذي عليه القطاع البنكي حاليًّا يجب أن لا يستمر.
وختامًا، وكما عرفنا، فإنَّ المطالبات الأخيرة لهيئة الزكاة والتي تقدر قيمتها بسبعة مليارات ريال، -وهي فُروقات على جميع البنوك بنسبٍ متفاوتة- ما زالت محل نقاشٍ بين الهيئة والبنوك، بعد أنْ قدَّمتْ لجنة برئاسة محافظ مؤسسة النقد السابق، توصياتها بصدد ذلك. وبناءً على ذلك كانَ من الأولى مناقشتها داخل الغرف وليس نشرها.
وبخطوة البنوك تلك، وهي نقل النقاش للعامة إعلاميًّا، تزايدت المطالبات بضرورة إصلاح هذا القطاع وتنقيته من أيِّ فساد قائم أو محتمل، وغربلة مجالس الإدارات وفتحها لدماء جديدة من مختلف المناطق، دون النظر إلى الحصص المملوكة، وتطبيق حوكمة صارمة. ومن الضّروري عدم استثناء هذا القطاع المهمِّ من عمليات تحسين الأداء والتقليل من الهدر والاحتكار في ظل رؤيتنا (2030). فقطاعنا البنكي وصندوق الاستثمارات العامة هما عماد هذه الرؤية وعماد تحقيق التنوع الاقتصادي المنشود بإذن الله وتوفيقه.
لم تفتعل البنوك أي أزمة إعلامة، فكل ما هناك أنها افصاحات موجودة في القوائم المالية المنشورة تباعاً، ولكن بهرجة بعض المواقع الالكترونية في نقل المعلومة جعلها تبدو وكأنها "اعلان اعلامي" صادر من البنك يخص هذا الموضوع بالتحديد. وإلا فهل بامكانك أيضا ان تذكر أن البنوك تفتعل ازمة اعلامية اخرى مع المعيار المحاسبي 9 الذي هو أيضا مؤثر على بعض أرقام البنوك؟
انت يا دكتور هو من يبحث عن ازمة غير موجودة. الموضوع ليس بجديد و هذه الاعتراضات روتينية تقوم بها البنوك وغير البنوك سنويا ومطالبات مصلحة الزكاة في الغالب غير صحيحة و تقوم الشركات المكلفة بتفنيدها و وبالتالي الغائها لكن الاعتراض عادة يأخذ عدة سنوات. ومن المعتاد ان تقوم مصلحة الزكاة برفع المطالبة "لعل و عسى" بدون تكلف عناء دراسة الحالة بالتفصيل. ومن واجب الشركات المكلفة ذكر هذه المطالبات في افصاحات القوائم المالية و يقوم المراجع الخارجي بدراسة كفاية مخصصات الزكاة و إبداء الرأي حولها ولوكان هناك مخاطرة حقيقية لطلب المراجع الخارجي اخذ مخصصات اضافية. مرة اخرى الموضوع روتيني والافصاح في القوائم المالية روتيني والمطالبت الاضافية روتينية و ما عليك الا الرجوع الى السنوات السابقة.
البنوك خدماتها متدنية لعملائها وتزداد سوءً فبعضها حين كان يدار من اجانب كانت خدماته ممتازة وتتطور وبعد سعودته انحدرت خدماته حتى بطاقات الصراف لاتصل لبريد المستفيد وتستغل جهل الناس ووقوف الكهنوت مع البنوك بتحريم الحصول على الفائدة من ودائعهم فسلبون اموال المواطنين فالودائع تنقص قيمتها مع الزمن اذا لم تستثمر وهذه الودائع تذهب استثماراتها للبنوك
مع الاحترام الشديد لك يا دكتور الا ان الدقة قد جانبت ما ذكرته ....... اولاً مطالبة الهيئة بهذا القدر من المبالغ ( 7 مليار ) يحتاج الى الاثارة و ليس كما ذكرت ان يناقش و يصفى في الغرف المغلقة لانه امر يهم المساهمين و الذين يصل عددم الى مئات الالوف من المواطنين و ليس كما ذكرت انها ملك لعدد محدود من المساهمين . ثانياً هذا الامر يعتبر امر شرعي و يستوجب الالتزام به الا ان الامر المرفوض ان يستغل الامر الشرعي لجباية اموال الشركات و بدون دليل ثابت ثالثا الهيئة تطالب بالزكاة على الاستثمارات طويلة الاجل و الامر الثابت ان الزكاة تكون على ايرادات هذه الاستثمارات و ليس قيمتها ..... و الا لوطبقنا نفس المبدأ لاخذنا الزكاة على اصول الشركات ؟؟؟ رابعا بخصوص مساهمات البنوك الاجتماعية فذلك صحيح و نتفق معاك و لكن كما تعلم ان البنوك الاجنبية عندما تساهم في الامور الاجتماعية فهو بسبب الرغبة للاستفادة من الاعفاءات الضريبية كما تعلم و ليس حباً في المجتمع
الموضوع قديم ولايقتصر على البنوك .. كل الشركات لديها قضايا مع هيئة الزكاة والسبب هو غموض طريقة الاحتساب على عكس النظام الغربي للضريبة المتعلق اساسا بالدخل أما حساب الزكاة فيتعلق بالاصول وتصنيفها وعائدها ولذلك اذا اختلف التصنيف اختلف الحساب
وغربلة مجالس الإدارات وفتحها لدماء جديدة من مختلف المناطق، دون النظر إلى الحصص المملوكة.. لا تعليق و كفا
مع احترامي لك الا انني لا اوافقك الرأي ممكن تشرح او تعطينا فكره لماذا هذا السكوت من 2003 و بعد 15 سنه تصحى هيئة الزكاه بالطالبه. لاتنسى تعقيب ونفي لاحقيت المصلحه امن لفارس رئيس بنك الانماء الذي كان يوم مسؤل في مصلحة الزكاه. https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/531971
كيف تفتعل أزمة ومجلس الشؤون الاقتصادية يستعرض اليوم مستجدات مراجعة القرار الوزاري المتعلق بالوعاء الزكوي للبنوك والشركات المالية !!!
دكتورنا الفاضل اضيف الى كلامك ان الاموال المودعه مجانية وايضا عدم احترام العميل وسؤ المعاملة وكانه جاي يشحد من اموال ابوهم اللي جابهم
مطالبات هيئة الزكاه جاءت بناء علي اصول باعها البنك للغير بنظام الاجاره وهي باقيه في ملكية البنك لحين استيفاء كامل المبلغ ومن ثم نقل الملكيه للعميل وفي لاسابق فهيئة الزكاه لم تكن تحتسبها ضمن الوعاء الزكوي واحتسبتها الان وبأثر رجعي لسنوات سابقه وهذا فيه اجحاف كبير بحق البنوك حيث انه لو كسبت الزكاه القضيه ستقوم البنوك بتحميل العميل هذه المبالغ باي طريقة كانت ويكون المواطن هو الخاسر الاكبر .