كابوس ستاندر اند بورز يطارد اليونان من جديد

25/02/2010 1
خالد أبو شادي

بعد انخفاض بلغ 21% خلال ثلاثه اشهر فى بورصه اثينا  وعجز فى الموازنه اقترب من 13%  مع وعود متكرره بخفض خلال العام الحالى الى 8.7% ثم الى 3% بحلول عام 2012.

اضرابات واحتجاجات تملأ اليونان بعد خطط خفض الرواتب ومد سن التقاعد ووضع نظام جديد للضرائب حتى تستطيع حكومه باباندريو ان تنفذ ما وعدت به ،لكن ستاندر اند بورز لم تمهلها كثيرا فبعد تخفضيات التصنيف الائتمانى من قبل الثلاثه الكبار موديز وفيتش وستاندر اند بورز نفسها فى اواخر العام الماضى فالاخيره خرجت بالامس كى تلوح بعصا العقاب من جديد بأنها ربما فى خلال شهر قد تُخفض BBB+ الحاليه لليونان.

وكأن الحكومه الاشتراكيه اليونانيه لن ترى عيونها النوم والهدوء بعد ملاحقه مستمره من وكالات التصنيف الائتمانى.

فى الوقت الذى تواجه الحكومه داخليا اضرابات واضطرابات واحتجاجات من المنتظر ان تتسارع وتيرها لاحقا بسبب البرامج –القاسيه- والتعهدات التى فرضتها على نفسها امام المفوضيه الاوروبيه لخفض العجز.

وربما يكون هناك اشكاليه اخرى تتعرض لها الحكومه البائسه متمثله فى الفساد الادارى والذى انشغل الجميع عنه فى ظل طغيان عجز الموازنه المرتفع والذى يبتعد كثيرا عن متطلبات الاتحاد الاوروبى ورغبه صندوق النقد الدولى  الملحه فى تكرار خطه انقاذ الارجنتين عام 2001 مبكرا قبل قراءه مأساتها رسميا فى الصحف الصباحيه.

وربما يكون الخوف من انتقال العدوى الى البرتغال وايرلندا واسبانيا وايطاليا هو الاشد الحاحا فى القضيه ،لان ستاندر اند بورز ان نفذت تهديداتها الاخيره فستعم الفوضى داخل سوق المالى اليونانى بطريقه لايمكن السيطره عليها وستكون ضربه اشد ايلاما للاتحاد الاوروبى برمته،لان اوروبا تحديدا لم تستجب بشكل مؤثر لخطط التحفيز الحكوميه وبرنامج التخفيف الكمى الذى وضع البنك المركزى الاوروبى حيث بقت نسب النمو واهيه وغير موثوق بها اطلاقا فكيف اذا تم ايفاف التحفيز؟؟

ان ما يحدث يعيد الكلام عن الافراط فى الانفاق وهو الوجه الملاصق للافكار والسياسات الرأسماليه دائما حيث الجشع والرغبه فى الانغماس فى الملذات دون تملك حقيقى لما يتم انفاقه واذا كانت الفقاعات العقاريه قد اثقلت كاهل بلدان اوروبيه وسط ارتفاع محموم للاسعار وتبديد عشوائى للثروات فان الفاتوره ربما تدفعها حكومات عريقه ستضطر للافلاس او الرضوخ لشروط الآخرين.

اليونان ليست اشكاليه العالم وحدها فهناك آخرين كُثر وتبقى المواجهه هامه واساسيه لكن على ما يبدو انها ستأتى بعد دفع الثمن الباهظ.