ربما كان بعض شبابنا لا يعرفون مصطلح (الحنشل).. فهم قطاع الطرق الذين يسلبون عابر السبيل رحلته وما معه من زاد قليل، وقد وجدوا في الجاهلية بمصطلح (الصعاليك) الذين يعدون في الليل البهيم كالذئاب، وأوضح مثال لهم (تأبط شراً) فقد كان أسرع من النمر يسري في بهيم الليل عارياً إلاّ من ورقة التوت.. بالطبع لم يكن كل الصعاليك قطاع طرق، ثم وظف الإسلام الحنيف طاقاتهم فيما يفيد ولكن بقي لهم باقية في كل العصور الماضية، وقبل توحيد المملكة على يد بطل العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - انتشروا في الصحراء وحول القرى انتشار الأفاعي، وهددوا حتى المعتمر والحاج، حتى تحقق منجز الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين فساد الأمن وصارت الشاة ترعى مع الذئب، ومع الاستقرار والأمن جاء الخير حتى فاض، وقد كان أكثر الحنشل في كل العصور يقطعون الطرق لشدة الفقر والجوع، وكانوا مرذولين من الجميع..
لكن في العصر الحديث خرج بعضهم من نوع آخر من (الحنشل) بوجه جديد ووسائل أدهى وأخفى.. لا يسرقون عن حاجة ولا يكتفون مهما نالوا بل إن بعضهم يفغر فاه طمعاً كلما تضخمت أرصدته، ومنهم متعلمون جداً وناعمون في الظاهر وماهرون في الإدارة ولكنهم - وا أسفاه - وظفوا مهاراتهم لنهب المال العام واكساب الإجراءات ثوب النظام، وهم - لا كثرهم الله - موجودون في كل مكان وزمان ويزدادون إذا زاد المال وزادت المشاريع فالأرض الخصبة موصلة وحين تتكاثر المشروعات يصعب احكام الرقابة، ناهيك عن أراضي الدولة التي نهب كثير منها بدليل ما تقرأ من إلغاء صكوك بملايين الأمتار.. إنه الفساد الداء العضال والذي يجب أن تواجهه (نزاهة) بالمزيد من الصلاحيات والإمكانات وتغليظ العقوبة فإن الفساد إذا زاد جاء على المجتمع من جذوره.
نقلا عن الرياض
هذانموذج لأحدهم http://haraj.com.sa/1117397759