تترواد إلى ذهني دائما هذا التساؤلات:
هل هناك أي تأثير لشهر رمضان على أداء سوق الأسهم السعودي "تاسي"؟ وعلى أحجام التداولات؟ أيضا, هل هناك قطاعات تستفيد وتنشط خلال هذا الموسم أم لا؟
الجواب إبتداءا "نعم" لكن, كيف؟ وما هي الأسباب؟
السوق السعودي يتأثر بالتأكيد بمجموعة من العوامل الملازمة لطبيعته التي تتمثل بشكل رئيسي في أسعار النفط ومواسم العطل والإجازات, والتي من ضمنها إجازة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر, لذا سأحاول أن أتطرق إلى هذه التأثيرات وماهي أسبابها.
في دراسة أجرتها جدوى للاستثمار على سوق الأسهم السعودي "تاسي", خلال شهر رمضان من عام 2000 إلى 2015, استبعدت فيها بعض السنوات التي "تسببت في تشويه أنماط التداول" كطفرة سوق الأسهم في عام 2004 والأزمة المالية عام 2008 والموافقة على فتح التداول للمستثمر الأجنبي عام 2014, حيث أن كل هذه "الاستثناءات" تم استبعادها من الدراسة لسبب واحد ورئيسي وهو الحصول على مستويات الأداء الطبيعية للسوق المالي السعودي.
حيث توصلت هذه الدراسة إلى أنه في المتوسط تتأثر أحجام التداولات بالانخفاض بشكل عام خلال شهر رمضان الكريم. ويتراوح هذا الانخفاض بين 1.% إلى 1.4% بداية من الأسبوع الذي يسبق رمضان وحتى آخر أسبوع للتداول في رمضان.
ولهذا الانخفاض عدة أسباب ذكرها التقرير, أهما: أن المستثمرين يلجئون للبيع لمواجهة احتياجاتهم المالية والإنفاق المتوقع خلال شهر رمضان. إضافة إلى ذلك فإن المتداولون يحاولون الحصول على مكاسب قبل الانخفاضات المتوقعة في أداء السوق خلال الشهر الفضيل.
أيضا بالنسبة لأحجام التداول, فنعم هناك تباين كبير وملاحظ في أحجام التداول خلال رمضان مقارنة ببقية شهور السنة. حيث تنخفض أحجام التداول إلى أدنى مستوياتها في هذا الشهر تحديدا, بحيث لا يتجاوز متوسط حجم التداول 4 مليار ريال تقريبا.
الجدير بالذكر, أن أحجام التداول تبدأ بالصعود الحاد في الأسبوع الأخير من رمضان, الذي في الغالب يكون عمل السوق فيه أقصر من بقية الأسابيع المعتاد بسبب إجازة عيد الفطر.
وبعد أجازة العيد يستمر السوق في اتجاه تصاعدي في الغالب, وذلك بسبب ازدهار النشاط الاقتصادي بعد العيد والفترة التي تسبقه.
أخيرا, هل تنشط قطاعات وأخرى تكون أقل نشاط خلال فهذه الفترة؟ الإجابة نعم! حيث تستقبل المملكة العربية السعودية خلال الشهر الفضيل أعداد كبيرة من زوار الحرمين الشريفين, لذا نلاحظ في العادة أن قطاع الفندقة يكون من أوائل القطاعات التي تستفيد من هذا الزخم وكثافة النشاط خلال هذه الفترة إذ يتفوق أداء هذا القطاع مقارنة بالقطاعات الأخرى بنسبة تصل إلى 2.8%.
بالإضافة إلى قطاع الفندقة, نجد أن قطاع التجزئة والقطاع الزراعي يكونان في أوج ازدهارهما وانتعاشهما خلال هذه الفترة الزمنية. حيث تزداد نسب الاستهلاك من السلع الزراعية, وترتفع مبيعات قطاع التجزئة خلال رمضان وما يسبقه من أسابيع, فتؤثر على مستويات الأداء لهذين القطاعين بالتحديد بالإيجاب.
والأسباب الرئيسية وراء ذلك أن طبيعة رمضان تكون فيه شهية المستهلك أكثر انفتاحا ورغبة للاستهلاك ولذلك نلاحظ ازدياد العروض الترويجية وغيرها.
لذا من المهم جدا أن يدرك المستثمر والمضارب في السوق المالي السعودي مثل هذه المواسم وما هي طبيعة آثارها على أداء السوق وتحركاتها. بحيث يستطيع تعظيم أرباحه باستغلالها, أو تجنب ما يمكن تجنبه من مخاطرها التي قد تأتي بها, والتي تتضمن ما يسمى أحيانا بالكساد أو الانخفاض الحاد في أسعار الأسهم.
خاص_الفابيتا
المقالة مع احترامي مثل من فسر الماء بعد الجهد بالماء !!!!
يعني سوق الاسهم صام عن الاداء، ولم يفطر