بيع النفط على المكشوف كان من المفترض أن يكون صفقة العام بعد فشل المباحثات في الدوحة يوم الاحد والحيلولة دون التوصل الى اتفاق حول تجميد إنتاج النفط الهادف لوضع حد لتخمة المعروض. ولكن هذه الصفقة لم تكن ناجحة.
تراجعت خامات برنت وغرب تكساس بحوالي 7% في بداية تداولات الجلسة الاسيوية يوم أمس، وهرع المتداولون لشراء عقود البيع “Puts” في سوق الخيارات عند مستهدف $35 حيث بدا أنه هدف سهل الوصول اليه.
ولكن سرعان ما تغيرت تحركات النفط بعد أن تحول توجه المتداولين الى الكويت. حيث إنَّ إضراب العاملين في قطاع النفط الكويتي قلص إنتاج البلاد بحوالي 1.7 مليون برميل.
هذه التطورات ساعدت الاسعار على التعافي حتى أنه استطاع النفط التداول باللون الأخضر لفترة وجيزة خلال جلسة التداول الأمريكية.
إضراب الكويت من المحتمل أن يكون له تأثير مؤقت على الأسعار ولكن يجب أن نحول الأنظار الى المشهد الأكبر خلال الفترة القادمة.
التطورات الأخيرة لا تشير إلى تراجع حدة التوترات ما بين السعودية وإيران. فالمملكة العربية السعودية على استعداد لقبول انخفاض الإيرادات، والتحديات المالية، والخفض في الإنفاق على التوصل إلى اتفاق تجميد الانتاج دون انضمام إيران للاتفاقية.
أما المسؤولون الإيرانيون أعربوا عن عدم الاستعداد للتعاون حتى يصل إنتاجهم الى مستويات ما قبل العقوبات الغربية. هذا التصعيد سيجعل التوصل الى اتفاق في اجتماع منظمة أوبك يونيو المقبل صعب للغاية.
أما اشتداد الصراعات ما بين الاعبين الكبار وضخ كميات أكبر من النفط في سوق متخم بالمعروض سيؤدي الى عودة التراجعات الحادة في الأسعار ومحاولة اختبار مستويات يناير دون $30، وبالتالي توجيه الضربة القاضية لشركات النفط الصخري في الولايات المتحدة.
تحولت توجهات عملات السلع أمام الدولار من الخسائر الى الارتفاعات يوم الاثنين على إثر تحركات النفط، والتوجه الصاعد مستمر الى اليوم مع تسجيل كل من الدولار الاسترالي والنيوزيلندي أعلى مستويات في 10 أشهر.
على الرغم من أن معظم التعليقات الأخيرة من محافظ البنك المركزي الاسترالي جلين ستيفنز أشارت على علامات القلق تجاه قوة عملة البلاد، فإن محضر اجتماع الاحتياطي الأسترالي أظهر بأنه ليس على عجلة لاتخاذ أي إجراءات فورية.
فقد ارتفع الدولار الأسترالي بأكثر من 14٪ من أدنى مستوياته في يناير أمام الدولار الأمريكي على إثر تعافي أسعار السلع والتحول في السياسة النقدية الامريكية.
غير أن مواصلة مسيرة الارتفاعات قد تعرقل التعافي الاقتصادي ومستويات التضخم المستهدفة، وتعزز من احتمالية اتخاذ إجراءات للحد من قوة العملة.
اليورو سيكون تحت الأنظار في جلسة تداولات اليوم. مؤشر ZEW الالماني من المتوقع أن يظهر تحسنا طفيفا في مستويات المعنويات الاقتصادية والوضع الحالي عن مارس الماضي.
من أجل أن يكون لهذه البيانات أثر على تحرك العملة يجب أن تخالف التوقعات بحدة خصوصا وإن المتداولين في انتظار الحدث الرئيسي لهذا الأسبوع وهو اجتماع البنك المركزي الأوروبي.
متداولو أسواق العقود الآجلة ما زالوا غير مصدقين رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن اريك روزنغرين الذي أكد للمرة الثانية أن معدلات الفائدة لدى للاحتياطي الفيدرالي سترتفع بوتيرة أسرع من تكهنات السوق.
تدل العقود الآجلة الحالية على أن احتمال رفع أسعار الفائدة هذا العام سيكون فقط لمرة واحدة، والى يتغير هذا التصور من الصعب أن نشهد تعاف في الدولار.
خاص الفابيتا _ أرقام