دار الأركان ... هل يؤثر الإصدار الأخير على هوامش أرباحها؟

14/02/2010 12
محمد بن عجاج

أقفلت يوم أمس الأول الخميس (11 فبراير) شركة دار الأركان إصدار صكوك جديدة بقيمة 450 مليون دولار ما يعادل 1.7 مليار ريال سعودي .. وتعتبر هذه الصكوك رابع إصدار للشركة منذ عام 2007، لكن المفارقة بين هذا الإصدار والإصدارات السابقة هو ارتفاع الفائدة لتصل إلى أكثر من 10 % سنوياً من قيمة الصكوك (تدفع الفوائد بشكل نصف سنوي) التي يحل تاريخ سدادها بعد خمس سنوات من الآن.

الشركة تمكنت بنهاية عام 2009 من توفير السيولة اللازمة لسداد قيمة الصكوك التي تستحق عليها في مارس القادم بقيمة 2250 مليون ريال، والآن تمكنت من الحصول على تمويل إضافي لمشاريعها المستقبلية ويبدو أن الشركة ستشرع في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع شمس العروس بمدينة جدة والذي تبلغ تكاليف المرحلة الأولى منه بحسب إعلان الشركة في أكتوبر 2009 نحو 1.5 مليار ويتضمن بناء 2000 وحدة سكنية قد يستغرق تنفيذها نحو عام تقريباً.

لاشك أن الشركة كانت مجبرة للقبول بهذه النسبة العالية من الفوائد وذلك لأجل تسيير أنشطتها وأعمالها، خصوصا إذا علمنا أن الشركة تعتمد في تنفيذ مشاريعها على الاقتراض الخارجي بشكل كبير. هذا الارتفاع في التكاليف سيؤثر مستقبلا على تدفقات الشركة النقدية الأمر الذي قد يؤخر انجاز المشاريع تحت التنفيذ في وقتها المحدد ويكبد الشركة خسائر جراء التأخر ويحد من التوسع السريع للشركة.

ومن الملاحظ في الجدول أعلاه تحسن نسبة المديونية في 2009 مقارنة بالعام السابق ويعود السبب في ذلك إلى عدم توزيع الشركة لأي أرباح نقدية خلال العامين الأخيرين مقارنة بتوزيعات سخية خلال عامي 2007 و 2006 بلغت 3 ريالات للسهم قبل التجزئة. كما أن قيمة المديونية ارتفعت في الثلاث سنوات الأخيرة بأكثر من 20 ضعف ما كانت عليه في 2006.

وأدى ارتفاع مديونية الشركة إلى انخفاض في هوامش الربحية لمشاريع الشركة. كما توضحه الجداول أدناه.

من خلال متابعة أخبار هذا الإصدار الجديد فإن الشركة لم تحصل على ما كانت تريده، حيث كانت تسعى للحصول على 750 مليون دولار بحسب ما صرح به الرئيس التنفيذي لدوتشيه بنك في الشرق الأوسط (أحد مديري الإصدار) لنشرة داو جونز، لكن يبدو أن المستثمرين فضلوا عدم المخاطرة رغم ارتفاع العوائد من هذه الصكوك نظراً لكون التصنيف الائتماني للشركة يقل عن تصنيف الشركات ذات الملاءة العالية بعدة مستويات.

من المحتمل أن تواجه الشركة مصاعب مالية مستقبلاً قد تساهم في تأخير مشاريعها الأخرى مثل شمس الرياض وقصر الخزام وغيرها، وقد تمتنع الشركة عن التوزيع النقدي نظراً لاستحقاق سداد مديونيات على الشركة خلال الأعوام القادمة لكن يمكن التغلب على هذه المصاعب في حال استطاعت زيادة المبيعات سواءا من الأراضي او الوحدات السكنية.