تطوير القطاع الطبي

08/05/2014 0
خالد الفريان

الرعاية الصحية في أي بلد هي منظومة كبرى تضم عدة مؤسسات أحدها وزارة الصحة، وليس لدى وزيرها مهما كانت قدراته القدرة لوحده على إدارة هذه المنظومة، فأي تطور يتم لابد أن يكون حصيلة جهد جماعي تقوم به كافة المؤسسات المشرفة على القطاع الطبي ومنها في المملكة هيئة التخصصات الصحية، وهيئة الغذاء والدواء، مجلس الضمان الصحي، هيئة الهلال الأحمر، إدارات المستشفيات الأكبر في المملكة والتي لا تتبع عمليا وزارة الصحة، كما تدخل في هذه المنظومة المستشفيات الخاصة، بل وشركات التأمين التي تعمل في مجال التأمين الطبي، كما أن أي تطور هو نتيجة لما تقدمه الدولة من دعم مالي وتنظيمي للقطاع، ومرونة وسرعة في تنفيذ وزارة المالية للمطلوب منها من أجل تنفيذ إرادة الدولة في تطوير القطاع.

التطوير الشامل للرعاية الصحية - وهو هدف استراتيجي صريح للدولة وخصصت له مشكورة مئات المليارات - يجب أن يكون من خلال آليات مختلفة عن السابق المعتمدة على توجهات وزير الصحة كشخص، حيث بقينا عشرات السنوات أمام استراتيجيات متناقضة تتغير مع كل وزير، ومن أبرز الأمثلة موضوع التأمين الطبي على المواطنين الذي نسمع عنه منذ عقدين بصيغ مختلفة من كل وزير، دون أن نرى شيئا.

من الآليات المقترحة نحو التطوير السريع والفعال للرعاية الصحية، تشكيل فريق عمل متخصص بصلاحيات عالية مرتبط بمجلس الوزراء الموقر، يقوم بإقرار خطة وطنية سريعة لتطوير الرعاية الطبية، بشرط ألا يبدأ من الصفر، وألا يستعين بأي مكتب استشاري، بل يقوم باستعراض كافة الاستراتيجيات والخطط والدراسات التي سبق أن رفعها وزراء الصحة، واختيار البدائل الأنسب عمليا، مع توفير كافة متطلباتها المالية والتنظيمية والبشرية، والرقابة الدقيقة والجادة على التنفيذ بكل حزم.

على سبيل المثال من المهم، بقرار من الجهات العليا، البدء فورا في تطبيق برنامج وطني للتأمين الطبي على جميع المواطنين غير الخاضعين لتأمين آخر، ففي ظل الإنفاق الحكومي المتميز، وما تصرفه الدولة حاليا من مئات المليارات على العديد من المشاريع والبرامج الإصلاحية الوطنية المخلصة، والاحتياطات الضخمة للمملكة ولله الحمد، فإن تخصيص عدة مليارات لهذا البرنامج سوف يكون من أبرز المشاريع التي يشعر الناس بأثرها المباشر على أرض الواقع، وبخاصة الأسر الفقيرة في المناطق الفقيرة، وبحيث تختفي تلك المشاهد المؤلمة المتزايدة في وسائل الإعلام وتويتر لمواطنين يتوسلون العلاج من أحد الأغنياء أو الوجهاء.

نقلا عن الرياض