ماذا يحدث في سوق الأسهم؟!

05/03/2012 12
سليمان المنديل

أولاً، لا بد من الاعتراف بأن سوق الأسهم السعودية تستعصي على العقل والمنطق، فكلما أعلنت شركة خسارة يرتفع سعر سهمها، والعكس عندما تعلن شركة أرباحاً كبيرة، وكل ما يقوله المحللون لتفسير ذلك هو أن السوق كانت تتوقع ذلك، وقد أخذته في الاعتبار!! وذلك تفسير ليس له ما يدعمه على أرض الواقع.

سوق الأسهم السعودية بقيت هادئة لأشهر، وكانت مبالغ التداول اليومي تتأرجح بين (1 و3) آلاف مليون ريال، وفجأة قفزت تلك المبالغ إلى (6) آلاف مليون ريال، ثم (12) ألفاً، ثم (16) ألف مليون ريال. ماذا حدث من أساسيات تبرر ذلك؟

نعم، هناك عوامل أساسية، أغلب الظن أنها ساهمت في حالة التفاؤل، التي تسود سوق الأسهم السعودية، سأسرد عدداً منها:

1 - أسعار البترول ارتفعت بسبب الصراع الغربي الإيراني؛ ما يطمئن المستثمر السعودي حول الإيرادات الجيدة المتوقعة للمملكة.

2 - أسعار البترول تؤثر إيجاباً في أسعار قطاع البتروكيماويات السعودية (إلى حد معين).

3 - المؤشرات الاقتصادية الواردة من أمريكا تدل على تحسن بطيء، ولكنه ثابت. ومن أهمها تحسن ثقة المستهلك الأمريكي، وذلك أساسي ومهم بالنسبة للانتخابات الأمريكية؛ ما يعني تحسُّن فرص الرئيس أوباما بالفوز، وهو ما يعطي استقراراً أكبر مما لو جاء مرشح جديد غير مجرَّب.

4 - الحديث عن السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار المباشر في سوق الأسهم السعودية شجَّع الكثير من البنوك الاستثمارية في السعودية وباقي العالم للتحضير للمرحلة القادمة، وخصوصاً أن كثيراً من التحليلات تؤكد أن سوق الأسهم السعودية اليوم هي من أكثر الأسواق جاذبية، من حيث انخفاض أسعارها وعوائدها الجيدة المتوقعة.

5 - الأزمات المالية في أوروبا، وتأثيراتها المحتملة على القطاع المصرفي العالمي، جعلتا فرص الاستثمار في السندات والأسهم العالمية أكثر مخاطرة من أي وقت مضى!!

6 - ربما أهم من كل ما ذُكر سابقاً أنه كان أمام المستثمر السعودي في الماضي خياران: المساهمات العقارية، أو سوق الأسهم. ولأن المساهمات العقارية قُتلت، تحت ذريعة إعادة تنظيمها من قِبل وزارة التجارة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فإن أسعار العقار، لغرض الاستثمار، أصبحت مرتفعة، وغير جاذبة، ولم يعد أمام المساهم إلا قناة سوق الأسهم، وهو ما خلق ويخلق اليوم الضغوط التضخمية على سوق الأسهم.

هل الوضع خطير؟ لا، ليس بعد؛ لأن هناك أسهم ما زالت جاذبة، ولكن تزايد الضغوط على سوق الأسهم قد يؤدي إلى تضخم، يقود في نهاية المطاف إلى نكسة أخرى!!

أخيراً، أود أن أشرك القارئ في معلومة عرفتها من خلال لقاءات مع عدد من المحللين المحليين والأجانب، حول سوق الأسهم السـعودية، ومـلخصها هـو: إن قطـاعات المصـارف والبتروكيماويات والأسمنت في وضع جيد، ولا خوف عليها، وستحقق عوائد جيدة لمساهميها، لكن المحللين يعطون أفضلية أكبر للشركات التي توفر خدماتها للمستهلكين في السعودية، وخصوصاً أن غالبية السعوديين والسعوديات هم من جيل الشباب، ومن دون ذكر أسماء شركات بعينها فهم يعنون شركات الأغذية والاستهلاك بشكل عام، ومن أهمها ما يتعلق بالتقنية، وتجارة التجزئة.