سوقنا مريض وبحاجة للدم !

21/01/2012 8
صالح الروضان

المريض بمرض مزمن تجده طوال الوقت كسولا مرهقا والناس من حوله يمرحون فرحا بالرغم من إصابة العديد منهم بوعكات صحية إلا أنهم تتجاوبوا مع العلاجات والمحفزات بدرجة مقبولة , وقد كان قديما يسايرهم فرحا وحزنا فان لعبوا مرحا تجاوب معهم وان خلدوا للراحة خلد لها فعيناه تراقب كل من حوله فتجده يبدأ بداية الأسبوع على حسب أحوالهم يومي الخميس والجمعة حتى وصل به الأمر إلى عدم التجاوب من جميع أصناف العلاجات والمنشطات ومسكنات الألم وتطورت الحالة إلى أن وصل إلى عدم الاستجابة لأي دواء .

فخلال السنوات الثلاثة الماضية بات سوق الأسهم السعودي طريح الفراش عند نقاطه المعروفة مابين 6000 و 6500 اغلب الفترات وكلما حاول الخروج منها عاد إليها بالرغم من تعافي الكثير من المرضى الآخرين "الأسواق العالمية" إلا انه لا يتفاعل مع الأخبار الداخلية والخارجية القوية التأثير إلا بنسب ضئيلة بينما يهوي مع اقل خبر سلبي حتى وان كان في جزيرة مهجورة وآيا كان نوع الخبر.

في رأي الشخصي أن السوق أشبه بما يكون مريض في مستشفى وفي كل مره يشخص خطأ من قسم ويصرف له العلاج ويطلب منه أنواع عديدة من التحاليل والاشعه فينتعش قليلا ثم تعود له نفس الأعراض فيعود إلى قسم أخر ويكرر نفس الدورة من العلاجات والمريض مع الوقت يزداد مرضه ويقل وزنه وينفذ جيبه حتى تطورت الحالة إلى مرض نفسي سيئ يحتاج إلى مكاشفة مع طبيب نفسي يعيد له الثقة المفقودة أولا.

لذلك على أهالي المريض "الصناديق الرئيسة" الإسراع وتدارك مابقي من صحة المريض قبل أن يدخل في مرحلة الموت الدماغي وأعادت الثقة إليه لعله يستطيع التفاعل مع المجتمع والخروج من هذه الدائرة المغلقة وليتفاعل معه المجتمع ويعود كما كان مصدر من مصادر الاستثمار الموثوق به من المستثمرين اللذين ابتعدوا عنه وحرموه حتى من الزيارة .

السوق بحاجة ماسه للدم " السيولة" وكذلك إلى عودة الاجهزه الطبية للعمل والمراقبة الدقيقة واللصيقة فليس من المعقول أن يشارك في المحافل الدولية وهو بهذه الحالة من التهالك وغياب اللياقة والمزاجية الغير متوقعه والغير محسوبة . السؤال هل بات السوق مريضا بالإمكان علاجه أم دخل في مرحلة الموت الدماغي ام هو بالاصل يتمارض ! .. اعتقد اننا وحسب السيولة في قادم الايام سنجد الاجابة