شركات التامين السعودية.. ما سبب عودة الخسائر لـ " بوبا "؟!

02/05/2010 4
انور صالح

خلال السنوات القليلة الماضية شهد سوق التامين في السعودية تطورا سريعا، نتج عنه تأسيس مجموعة من شركات التامين و التي تقدم خدمات التامين التعاوني، و من ثم إدراج هذه الشركات في سوق الأسهم السعودي والذي أصبح يضم 28 شركة تامين، ونظرا لتنامي أهمية هذا القطاع، رأيت أن أتعرض لدراسة نتائج بعض شركات التامين للربع الأول من العام الحالي، وخصوصا تلك التي بدأت أعمالها التشغيلية، على أن ابدأها في هذا المقال بشركة " بوبا " للتامين و التي لفتت الأنظار خلال موسم النتائج الأخير بعودة الخسائر بعد أن بدأت طريقها للربحية منذ منتصف العام الماضي.

وقبل التطرق لنتائج شركة " بوبا " للربع الماضي، سنورد هنا لمحة عن طبيعة نشاط الشركة نتبعها بأهم العوامل المؤثرة عليها، حيث تقدم الشركة خدمات التامين الصحي وفقا لمفهوم التامين التعاوني المعمول به في المملكة، وهي تعتبر  الشركة الوحيدة من بين الشركات المدرجة في السوق السعودي، المتخصصة في نوع واحد من فروع التامين.

 يتميز التامين الصحي، الذي تنشط فيه الشركة، بأنه احد فروع التامين الأكثر نموا خلال الفترة الأخيرة في السعودية نتيجة لفرض نظام التامين الصحي التعاوني في المملكة وتوسع الفئات التي يشملها لتغطي كافة العاملين في القطاع الخاص " مقيمين و سعوديين ".في المقابل فان التامين الصحي، احد أكثر فروع التامين انخفاضا في هوامش الربح، لارتفاع المطالبات عادة في هذا الفرع من التامين، عوضا عن خطورة ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية بواسطة مقدمي تلك الخدمات والذي ينعكس بدورة على المطالبات المتكبدة، هذا بالإضافة إلى أن هذا النوع من التامين لا يتم إعادة التامين عليه غالبا وبالتالي تتحمل الشركة جميع المخاطر المتعلقة بالمطالبات.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الشركة استحوذت على شركة " بوبا الشرق الأوسط " و محفظتها التأمينية في المملكة، و التي نقلت إلى الشركة خلال العام الماضي، هذا الإجراء قامت به جميع شركات التامين التي كانت تمارس أعمال التامين في المملكة قبل النظام الجديد كوكلاء سعوديين لشركات تامين في الخارج، مثل " ميد غلف " و " إياك "..

سجلت شركة " بوبا " أول أرباح لها خلال الربع الثاني من العام الماضي، بلغت 2.0 مليون ريال، ثم ارتفعت أرباحها خلال الربع الثالث إلى 37.3 مليون ريال، و حققت خلال الربع الرابع الماضي أرباحا بلغت 24.5 مليون ريال.

في الربع الأول من العام الحالي عادت الشركة إلى تسجيل خسائر بلغت 12.9 مليون ريال، بررت الشركة هذه الخسائر إلى ارتفاع تكاليف مقدمي الخدمة بالإضافة إلى الزيادة في المصاريف الإدارية.

و بالاطلاع على القوائم المالية، فان الشركة سجلت نموا جيدا في إجمالي الأقساط المكتتبة خلال الربع الأول من العام الحالي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ بدء الشركة لنشاطها عند 637.0 مليون ريال مقارنة 434.4 مليون ريال.

في المقابل ارتفعت المطالبات المتكبدة لدى الشركة خلال الربع الأول إلى 327.5 مليون ريال، و هو ما يشكل حوالي 89 % قياسا بصافي أقساط التامين التي تخص الفترة و البالغة 368.3 مليون ريال، نتج عن ذلك انخفاض هامش أرباح الشركة من عمليات التامين إلى 11 % فقط.

يلاحظ من الجدول أعلاه أن نسبة المطالبات إلى صافي الأقساط المكتسبة ترتفع لدى الشركة خلال الربع الأول من عامي 2009 و 2010، و هو ما سبب انخفاض في هوامش الربح من عمليات التامين لدى الشركة خلال تلك الفترات، فيما تنخفض هذه النسبة إلى مستويات أدنى خلال الفصول الأخرى خصوصا الربع الثالث من العام الماضي و الذي سجلت فيه الشركة أعلى أرباح لها.

و على الرغم من قصر الفترة التاريخية التي تعكسها البيانات، و بالتالي صعوبة الحكم على ما إذا كانت الشركة تتأثر بعوامل موسمية في ارتفاع المطالبات خلال فترات محدده و بالتالي انخفاض هوامش الربح خلال تلك الفترات، إلا انه من الممكن الاستنتاج ولو بشكل مبدئي بان المطالبات تزيد خلال فصل الشتاء الذي يوافق الربع الأول من كل عام، نتيجة لزيادة التعرض لأمراض البرد و بالتالي كثرة تردد أصحاب وثائق التامين على المستشفيات خلال تلك الفترة.

 يبقى أن نشير إلى أن احد مصادر الإيرادات التي تعتمد عليه شركات التامين هو إيرادات الاستثمار، و لا تمتلك شركة بوبا استثمارات مهمة خلال الفترة الحالية، حيث تحتفظ بالسيولة الفائضة في ودائع قصيرة الأجل، حققت من خلالها في الربع الأول من العام الحالي، إيرادات فوائد بلغت 574 ألف ريال.