صفقة " اتصالات زين " و صعوبات التخلص من " زين السعودية "

09/11/2010 11
انور صالح

شهدت الأيام الماضية تطورات سريعة مهدت الطريق أمام اكبر صفقة قد تشهدها المنطقة بين شركتي " اتصالات " الامارتية و " زين " الكويتية، بإعلان الأولى عن عرض ملزم وفق شروط للاستحواذ على 51 % من المجموعة الكويتية بسعر 1.7 دينار للسهم، وبقيمة إجمالية تزيد عن 13 مليار دولار.

نجاح هذه الصفقة الضخمة يعتمد على قدرة مجموعة " زين " الكويتية في التخلص من حصتها في زين السعودية ، وذلك شرط أساسي لتذليل العقبات القانونية أمام الصفقة، حيث أن اتصالات تتملك حصة مؤثرة في " موبايلي " و عند تملكها لزين الكويتية التي تمتلك بدورها حصة مؤثرة في " زين السعودية " هذا يجعل من " اتصالات " متملكة لحصص مؤثرة في مشغلين للاتصالات بالسوق السعودي، و هو ما يتعارض مع أنظمة هيئة الاتصالات السعودية.

الا أن التخلص من زين السعودية مرهون بقدرة المجموعة الكويتية في تجاوز بعض العقبات التي تقف أمامها و الناتجة عن الارتباطات و الاتفاقيات المعقدة بين المجموعة وشركتها التابعة، و اعتقد أن أهمها ما يتلخص في النقاط التالي:

النقطة الأولى: ارتباط المجموعة باتفاقيات مع شركتها التابعة بالسعودية لاستخدام الاسم التجاري " زين ".

و هنا السيناريو المطروح أن تتنازل زين الكويتية عن الاسم التجاري لصالح الشركة السعودية على اعتبار أن العلامة التجارية لشركة زين الأم ستتغير بعد إتمام عملية صفقة الاستحواذ، خصوصا و أن اتصالات رفعت النسبة المراد تملكها في عرضها الأخير لتكون حصة أغلبية ( 51 % ) بدلا من 46 %.

النقطة الثانية: ارتباط المجموعة باتفاقيات إدارة و دعم فني مع شركتها التابعة في السعودية لمدة 25 سنة، مقابل رسوم إدارة و بلغت الرسوم المدفوعة لشركة " زين " الأم خلال العام 2009 حوالي 126 مليون ريال... فهل سيكون الشريك القادم شريك فني ليعوض غياب " زين " الام؟!

النقطة الثالثة: ترتبط مجموعة زين الكويتية مع شركتها التابعة في السعودية بالتزامات محتملة مقابل ضمانات بمبلغ 873 مليون دولار كما هي بنهاية سبتمبر الماضي، هذه الالتزامات تتعلق بقرض ووسائل تمويل أخرى ممنوحة لشركة " زين " السعودية، حيث قدمت المجموعة ضمان نقدي بمبلغ 606 مليون دولار، بالإضافة لضمانات أخرى بقيمة 515 مليون دولار تتعلق بقروض ممنوحة لمساهمي تحالف زين الفائز بالرخصة في العام 2007 بقيمة تجاوزت 6 مليار دولار في ذلك الوقت.

هذا يطرح تساؤل حول مدى استعداد الشريك الجديد لتحمل هذه الالتزامات بدلا من الشركة الام " زين الكويتية " في حال تمت الصفقة؟!

النقطة الرابعة: تقييم شركة " زين السعودية "، خصوصا و أن الشركة منذ أن بدأت بتقديم خدماتها التشغيلية في أغسطس من العام 2008 وهي لا زالت تحقق خسائر ، و بلغت خسائرها المتراكمة بنهاية سبتمبر الماضي ما يزيد عن 7 مليار ريال ( 1.9 مليار دولار )، ما يفتح الباب للتساؤل هنا حول طريقة تقييم زين السعودية؟!

بنهاية سبتمبر الماضي انخفضت القيمة الدفترية للحصة المملوكة للمجموعة من زين السعودية 124.8 مليون دينار ( ما يعادل 446 مليون دولار ) متأثرة بالخسائر المتراكمة، مقابل صافي استثمار بقيمة 338.2 مليون دينار ( ما يعادل 1.2 مليار دولار تقريبا ) يشمل القروض المقدمة من المجموعة للشركة التابعة.

القيمة السوقية لحصة مجموعة زين الكويتية تبلغ في حدود 700 مليون دولار على حسب متوسط الأسعار التي يتداول بها السهم خلال الفترة الأخيرة، و إذا ما تم بيع الحصة اعتمادا على هذا التقييم ستبلغ خسائر زين الكويتية من استثمارها الإجمالي في السعودية ما يزيد عن 200 مليون دولار.