الاقتصـــــاد المدهش

09/02/2016 10
محمد مهدى عبدالنبي

اصحاب المرونة و سرعة الحركة يكسبون بصورة دائمة، اتذكر تلك الحكمة كلما طالعت التطبيقات الشهيرة للهواتف الذكية، و كيف اعطت العوالم الافتراضية بعدا هاما متنوعا و قيما للاقتصاد العالمى حتى اصبح للدقيقة الواحدة ثمنا باهظا ... فخلال 60 ثانية على الانترنت تجرى 3.1مليون عملية بحث على جوجل و توضع 55.5الف صوره على انستجرام و ترسل 44.4 مليون رسالة على تطبيق واتس اب و تحمل 400 ساعة فيديو على موقع يوتيوب ، هذا بخلاف ما يجرى فى التطبيقات الاخرى فى نفس الدقيقة ايضا.

انه " الاقتصاد المعرفى " احدث انواع الاقتصاد و اكثرها ثراءا و نموا على مستوى العالم ، ففى البدء كانت الثوره الزراعيه تلتها الثوره الصناعيه و تغير وجه العالم الاقتصادى و الاجتماعى بالثوره التكنولوجيه حتى وصلنا الى الثورة الرقميه و بات ما يقارب من نصف سكان الارض مستخدمين للانترنت بصورة دائمه ( 7.2 مليار نسمه عدد سكان الارض منهم 3.2 مليار نسمه مستخدم للانترنت).

نصف هذا العدد الهائل يسكن دولة الفيس بوك التى تحتوى على 1.6 مليار مستخدم شهريا و تحقق صافى ارباح سنويه فى 2015 تقدر بـ 3.7مليار دولار ... و كيف لا تحقق شركة فيس بوك هذا النمو الكبير فى ارباحها و هى تعد من افضل اماكن العمل فى العالم حيث توفر لموظفيها البلغ عددهم نحو 6000 موظف كل شئ يتعلق بالرفاهيه الماديه و المعنويه من السكن و المطاعم و المدارس حتى صالونات الحلاقه ... و بالطبع تختلف طبيعة العاملين فى تلكك المؤسسه عن العاملين فى اى مكان اخر ، حيث تجرى لهم اسبوعيا جلسات للعصف الذهنى و اختبارات شهريه لأختيار اصحاب الافكار الخلاقه و الاكفاء ... هنا اختلفت طبيعة النشاط و جو العمل و تميز العامل البشرى و ظهر هذا على بيانات الشركة نفسها فــ 90% من نشاط الفيس يتم عن طريق الهواتف المتحركه و بلغ عدد المعلنين ما يقرب من 2.5 مليون معلن نشط على الفيس حيث يتزايد انتقال اموال الاعلانات فى صحف العالم الى الاعلانات فى المنابر الرقميه .

 و كما نرى ان الاقتصاد المعرفى بنجومه البراقه يسبح بعيدا عن مشاكل النمو الاقتصادى العالمى فلا يؤثر فيه تباطؤ نمو و لا حتى انخفاض اسعار النفط ، ففى عام 1999 بلغت ثروة بيل جيتس 3 أضعاف ما حصلت عليه دولة الكويت من عائد النفط و صفقه شراء فيس بوك لتطبيق واتس اب ( 19 مليار دولار ) هى بحجم الاحتياطى النقدى لدول قائمه و غيرها من الامثله التى تخلق دهشه اقتصاديه و منفعه حقيقيه فى كل لحظه و تؤكد تراجع الاقتصاد التقليدى و ريادة الاقتصاد المعرفى المدهش.