لنتعاون على نبذ الهدر والإسراف

01/01/2016 9
عبدالله الجعيثن

الرُّشْد في الصرف والاستهلاك من رجاحة العقل وراحة الضمير، وقبل هذا من توجيهات الإسلام الحنيف (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وقد كتبت عن خطورة الإسراف والهدر والترف والاستخفاف بالمال عشرات المقالات وفي كل الظروف ومهما ارتفع سعر النفط أو مدخول الأسرة أو الفرد، لأن الإسراف والترف والهدر أمراض شديدة الخطورة والعدوى، فهي تصيب المجتمع والفرد بالرخاوة والكسل والبحث عن الكسب السهل وربما الحرام، وعدم الصبر على العمل الجاد والإتقان، كما انها تغول العقل، وتدل على الجهل بطبيعة الحياة وتغير الأحوال، وتجعل الأجيال الجديدة تعتاد على الإسراف والاستخفاف بالموارد النادرة من غذاء وماء ومال وطاقة ومختلف النعم، كما انها تستفز الفقراء، وتقتل المستقبل، وتزيد أعداد السفهاء، وتُسهم في إضاعة الحقوق فإنه لا يوجد إسراف بيّن إلا على حساب حقٍّ مُضَاع.. وترشيد الاستهلاك ليس معناه البخل بل الاعتدال ومعرفة قيمة الموارد النادرة وأن هدرها نوع من جحود نعمة الله عز وجل، وكثير منا نطبخ أكثر مما نأكل، ونسافر فوق مانحتاج، ونصرف في السفر أضعاف ماتصرفه الشعوب الأخرى، كما أننا نهدر الماء والكهرباء والوقود، وربما ظنها صغار السن أشياء مجانية لا قيمة لها حين ينشأون في بيوت يسودها الترف والإسراف والاستخفاف..إن تعاون المواطنين مع الدولة في ترشيد النفقات والحفاظ على الموارد، وعقلانية (الاستهلاك) يجعل خطط الدولة في ضبط المالية العامة تنجح، ويضاف الى تعاون المواطنين تقوية مكافحة الفساد، ومحاربة التستر، والتوعية الشاملة بخطورة الإسراف، وقصر مِهَن البيع والتسويق والتوزيع وقيادة سيارات الأجرة على السعوديين فقط.

لكي تختفي البطالة والهدر والتبذير، فهي أورام سرطانية شديدة الخطر والانتشار مالم تتم الوقاية منها، والعلاج السريع لما ظهر منها، حمى الله مملكتنا الغالية من كل سوء فهي مهد العروبة ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين، وهي ركن ركين في اقتصاد العالم.

 

نقلا عن الرياض