مضاربون «على حافّة الهاوية»

30/10/2015 9
عبدالله الجعيثن

 كلمة (مستثمرين) غير واردة إطلاقاً في تعريف هؤلاء أو قاموسهم، بل حتى كلمة (مضاربين) هنا لا يجوز أن تُطلق عليهم.. فماذا يكونون إذن؟ مغامرين؟ مقامرين؟ حتى المغامرة لها أصول وحساب! إذن فوصف (المقامرين) أقرب وصف حتى لو لم يقامروا في حياتهم كلها بالمعنى الحرفي، فإن (شخصية المقامر) كامنة في شخصياتهم كمون النار في الحجر، وهي جاهزة لكي تنفجر..

هؤلاء الذين يعتمدون (سياسة حافة الهاوية) في مضارابتهم، فيأخذون تسهيلات كبيرة من البنوك ويطلبون المزيد، وقد اشتعل الطمع في خيالهم اشتعال النار، فيضعون التسهيلات كاملة (طبعاً بالإضافة لرأس المال فهو الأول!) في سهمٍ واحد، أو سهمين بالكثير، اعتماداً على ماذا؟! على (لا شيء)! على الاعتقاد الساذج أنهم كلما رفعوا السهم دخل معهم كثيرون، ممن يغرهم ويغريهم ارتفاع أي سهم ولو كان على غير أساس! بل على جُرْفٍ هارٍ يهوي بهم أسفل سافلين! وينهد فجأة كجدار طال بلا أعمدة ولا قواعد..

هؤلاء يختارون أسهم شركات خاسرة أو ربحها هزيل، لمجرد أن عدد أسهمها قليل، ثم يشترون فيها بجنون فيضرون أنفسهم وغيرهم.. ويُشوّهون سمعة السوق.. ويفقدونه الاقتراب من العقل والعدالة.. ويقدمون (أسوأ نموذج) يحتذي به بعض الجدد على السوق، فوق أنهم قد يدمرون من يعولون..(سياسة حافة الهاوية) لا تقوم على أي دراسة أو عقل بل على روح المقامرة المدمرة (أمّا غناة الذئب أو موته) والموت أقرب! لهذا ندعوا هؤلاء إلى التعقل والهدوء والبعد عن المقامرات الحمقاء، فالقمار دمار وخراب ديار!

 

نقلا عن الرياض