في المقال السابق تحدثت عن أهم المؤثرات التي تسببت في انخفاض السوق كما وضحت في آخر المقال مدى ارتباط تحركات سوق الاسهم السعودي وتحركات اسعار النفط وهذا الارتباط المفترض ان يكون من بديهيات السوق بدل محاولة إنكاره والقاء اللوم على امور ثانوية.
في هذا المقال نستعرض بعض التقديرات المبدئية للفترة القادمة بناء على المعطيات الحاليه وبطبيعة الحال هي ليست كافية للخروج بقرار وليست دعوة للبيع او الشراء ولكن تعطي تصور مبدئي عن المناطق التي يمكن ان يصلها السوق.
في البداية احب ان اوضح ان الاسواق تتارجح حول القيمة العادلة بين مبالغة في الارتفاع ومبالغة في الانخفاض ونادرا ماتقف عند القيمة العادلة.
القول بان السعر انخفض حتى وصل للقيمة العادلة لايعني انه لن ينخفض اكثر حيث يبالغ السوق في الهبوط عند ذروة التشائم وذلك مايصنع الفرص للمستثمرين.
كما ان من طبيعة الاسواق المرور بالظروف المختلفة وتتعاقب الدورات مابين نمو وازدهار وتراجع ومايحصل حاليا ليس نهاية السوق انما هي مرحلة ستنتهي يوم من الايام والمستثمر من يحاول دراسة السوق للبحث عن الفرص وليس للمبالغة في التشاؤم والخوف من المستقبل.
هنا ساستعرض احد المؤشرات الاساسية الي يقاس بها مدى ملائمة الاسعار في السوق للاستثمار : مكرر الربح.
ومكرر الربح هو مقياس اساسي لمدى ملائمة الاسعار مقارنة بالعوائد وكل ماانخفض اصبحت الاسعار مجدية اكثر للاستثمار طبعا مع النظر لعوامل اخرى مثل النمو حيث يقبل ان تكون المكررات مرتفعة في حالة توقع نمو مستقبلي والعكس عندما تكون الارباح متراجعة .
مكرر الربح حاليا 15 والسوق عند 7400 نقطة.
وبناء على البيانات التاريخية تقف الانهيارات والتصحيحات الكبيره للسوق عند مكرر 10-11 حصل ذلك بشكل متكرر اخرها كان بعد انهيار 2006 حيث وصل المكرر الى 40 تقريبا عند 21 الف نقطة ولم ينتهي الا عند مكرر 11 والمؤشر 4000 حيث دخلت سيولة ادت الى تحول اتجاه السوق الى المسار الصاعد .
ويعادل ذلك بالارباح الحالية 5200 - 5800 نقطة.
بينما في حالة التفاؤل وتوجه السيولة للسوق يتجاوز المكرر 20 وهو ماحصل في الربع الاخير من 2014 عندما وصل السوق 11000 نقطة.
ويمكن من خلال هذا المقياس بشكل مبدئي معرفة الشركات المنخفضه باقل من متوسط السوق بشرط الاخذ في الاعتبار التوقات المستقبليه لنمو الشركة.
وهنا اشير الى انه ليس بالضرورة ان يتزامن اقل سعر للمؤشر مع اقل سعر في جميع الشركات لذلك يبداء المستثمرين في بالشراء المتدرج للشركات المستهدفة مع وصول الاسعار لمستويات مناسبة بدون التركيز في محاولة اصطياد القاع كما ان اي تغيرات في المؤثرات الاساسية للسوق قد تفوت الاستفادة من الانخفاض الاسعار .
في الفترة القادمة من اهم العوامل ينتظرها السوق هو مدى تأثر نتائج قطاع البتروكيماويات بالاسعار الحالية للمنتجات، حيث انخفضت ارباح النصف الاول من 2015 30% مقارنة بارباح النصف الاول من 2014 ومدى تكيف الشركات مع الاسعار الحالية وقدرتها على ضبط التكاليف سيكون عامل مؤثر خصوصا مع ترقب قيام الجهات الاستثمارية بخفض القيمة العادلة لكثير من الشركات بعد نتائج الربع القادم.
(توقعاتي بانخفاض 10% مقارنة بالربع السابق و35-40% من الربع المقابل للعام الماضي).
بالاضافة الى ذلك وعلى مستوى اكبر الحديث عن رفع الفائده الامريكية قد يتسبب بمزيد من ضغوط البيع على الاسواق خصوصا ان ارتفاع السوق الامريكي كان مدعوم بضخ سيولة من خلال التيسير الكمي اكثر من وجود نمو حقيقي ورفع الفائدة سيسبب سحب جزء مؤثر من هذه السيولة من اسواق الاسهم.
في المقال القادم اتحدث باذن الله عن الدورات الزمنية ونظرة على السوق السعودي والامريكي ومعلومات قد تعرفها لاول مرة.
*الارقام المذكورة في المقال تقديرية مع هامش خطاء بسيط.
بارك الله لك في علمك مقال مفيد جدا
قد يكون هناك مايشير الى تأرجح في السوق ولكن التذبذب في أسعار النفط له تأثير " وجهة نظر ". مقالك رائع ورؤيتك ثاقبة
مقال جيد ومتزن ..