حماقات المديرين

03/09/2015 2
د. حسام يوسف

من منا بلا أخطاء .. حقيقة لا ينكرها أحد من باب حقائق كثيرة نقرها، ونبصم بالعشرة أنها موجودة لا محالة . . ولكن لا أحد يعترف بخطأ ارتكبه، أو حماقة قام بها، أو قرار خاطئ اتخذه، وخاصة إذا كان مديراً وقراراته قد تسببت في خسارة شركته أو ألحقت ضررا بمستقبل العاملين معه، ولا يتنافس مع المديرين في ميدان الاخطاء الضخمة والحماقات المميتة سوى السياسيين.

أثار اعتراف مجموعة من مديري أكبر الشركات في العالم، ضجة على الأقل في محيط شركاتهم ومن يتعاملون معهم .. فمثلاً اعترف، وارن بوفيت الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاوي، أنه في عام 1988 اشتري مشروع “فاني ماني” وبسبب انشغاله في أعمال أخرى ولم يتمكن من متابعة المشروع ، مما قلص الأرباح الى 5 ملايين دولار فقط، في الوقت الذي كانت دراسة الجدوى تؤكد أنه سيحقق ملياراً ونصف المليار دولار” . . ويعتبر بافيت أن تلك الخسارة وما على شاكلتها في عالم الاعمال من الأخطاء التى لا يراها المرء في حينها، ويكتشفها بمرور الزمن.

أما لي أيوكوكا، الرئيس السابق لـ “كرايسلر”، فقال: من أكبر أخطائي المهنية، تعيين بوب أيتون في وظيفة قيادية، لم يكن من اللائق أبداً أن أرتكب مثل هذه الحماقة، فأيتون لم يكن يصلح لأي منصب إداري على الإطلاق، إن امكاناته لا تتعدى قدرات موظف صغير في قسم الصيانة.

وعن أكبر أخطاء جاك ولش الرئيس التنفيذي السابق لجنرال إلكتريك - على حد قوله - أنه لم يكن سريعاً في اتخاذ القرارات، ومتردداً في بعض الأحيان، وحذراً في أوقات كثيرة وبرغم الخوف من الخسارة والتحوط، منيت الشركة بخسائر، لكنها لم تكن ضخمة وتم احتواؤها، والتحول للربحية بسرعة.

ويعترف راؤول فاسكيز نائب الرئيس التنفيذي للتجارة الإلكترونية في مؤسسة وول مارت أنه عندما كان يعمل في شركة باكستر قام بتطوير أغطية زجاجات السوائل بالاستعانة بفريق عمل، وواصل العمل بالليل والنهار حتى يصل إلى نتيجة جيدة وبالفعل أنتج أغطية بألوان زاهية تبدو قوية، ولكن بعد تجربتها خاب أمله، إذ كانت الأغطية غير محكمة، وسربت السائل، وبالطبع تم إلغاء خط الإنتاج . 

فهل نمتلك نحن أيضاً الشجاعة لنعترف بأخطائنا، ونواجه أنفسنا بها، ولو أمام المرآة؟