العقاريون: ربح فاحش وسهل!

31/07/2015 22
عبدالله الجعيثن

إذا أردت أن تعرف سلوك وطباع قوم فاقرأ تاريخهم، وتاريخ بعض تجار العقار قريب وحاضر في الذاكرة الجماعية فبداية كثير منهم الحقيقة مع الطفرة الأولى حين تضاعف سعر متر الأرض مئة مرة، وأحياناً ألف مرة!.. فاعتاد كثير منهم على الربح الفاحش السهل بلا عمل سوى الانتظار! انتظار خدمات الدولة من الطرق السريعة والمدارس والمشافي والأرصفة التي تنفذها الدولة لكي يتضاعف سعر الأرض أضعافاً مضاعفة، ثم هبّ كثير منهم لفتح مساهمات عقارية كالوباء والجراد! وبعضهم يقول "الأرض الدارجة علينا بسعر كذا" ويضع السعر الذي يريد! ويجمع الأموال وقد يماطل طويلاً في تصفية الأرض مع أنه باع معظمها وشغّل فلوسها لحسابه الخاص! وترك بعض القطع (مسمار جحا) يحتج بها على المطالبين!، وبعضهم أرضه بلا صك أصلاً والأموال في جيبه! وبعضهم غاب (فصّ ملح وذاب)! ولولا الله ثم جهود دولتنا ممثلة في وزارة التجارة لبقيت تلك المساهمات معلقة مابقي طويق وعسيب!.

بعد هذا فمن السذاجة أن نسأل: لماذا لدينا أزمة سكن وأراضينا تكفي حاجتنا وتفيض بكثير؟!، ومِنْ السذاجة أن نسأل لماذا يطلبون في متر سكني ثلاثة وأربعة آلاف ريال؟ أغلى من أراضٍ تطل على الخضرة والأنهار!.. ومن السذاجة أن نسأل لماذا لم يُقمْ لدينا تطوير عقاري حقيقي؟ ولماذا إذا اشترى المواطن أربعمئة متر بشق النفس وبناها بكل جهده يجد نفسه في الخلا بين أراض بيضاء وعمال وحفر وغبار ممن شرعوا في العمار؟!

(تسألين عن سَقَمي :: صحتي هي العجبُ)

لا حلّ إلّا برسوم قوية على الأراضي تجعل كثيراً من العقاريين يفيقون من أطماعهم.

 

نقلا عن الرياض