أرامكو.. صراع الأجيال

15/06/2015 0
صلاح الحمود

أرامكو السعودية، هذا الكيان العملاق، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، تتولى هذه الشركة جميع عناصر وعمليات الإنتاج لصناعة منتجات البترول في السعودية، فضلا عن عمليات التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والشحن الدولي، وتأتي في طليعة شركات العالم في إنتاج وتصدير الزيت الخام والغاز الطبيعي، وكما يقول «والاس ستنجر» مؤلف كتاب البحث عن البترول العربي «كل أمريكي حتى وإن كان لا يعرف اسم السعودية أو حتى موقعها على الخريطة فإنه بالطبع يعرف ما هي الأرامكو».

تضم هذه الشركة نحو ستين ألف موظف من مختلف الأجيال منذ بدء نشأتها قبل ثمانين عاما، ولا يخلو هذا الكيان بطبيعة الحال من صراع أجيال، ويكاد ينتهي عصر جيل من الرجال الذين قامت على سواعدهم وأكتافهم أرامكو، وذلك بإعلان العزم على التخلص من الموظفين الذين يزيد عمرهم عن الستين، وذلك مع بداية سنة 1985، وهذا القرار ليس له أي دافع صحي، أو أي دافع يتعلق بمسألة العمر إنما يتضح من سياسة الشركة هو الابتداء بجيل أكثر قابلية للتعامل مع العصر الجديد.

ولا شك نلاحظ وضوح الصراع بين الأجيال وزيادة الفروق في القيم والثقافة والفكر بين الكبار والشباب، مما يؤدي إلى شعور كل جيل بالغربة كما أن انعكاس آثار الثورات التقنية والعلمية على عالم العمل والحياة الاجتماعية والنفسية بصفة عامة، وبناء عليه تغير البناء الوظيفي والمهني في أرامكو ما أدى إلى ظهور تخصصات دقيقة ومهن جديدة واختفاء مهن قديمة أو تشعّبها.

في ظل التغيرات العالمية التي تشهدها سوق النفط العالمية اليوم، خاصة مع التطور الثقافي والاجتماعي، لا يمكن للمؤسسات الاقتصادية أن تخلق القيمة لأطراف معينة على حساب أطراف أخرى بداعي أنها غير مهمة في نظرها.

تقديرا للجيل السابق يزداد الاعتراف بأهمية الجيل الجديد في تشكيل المستقبل وضرورة توفير المناخ اللازم بإعطاء الفرصة للشباب للمشاركة في مختلف الجوانب، كما أن الشباب يعتبر من أهم العناصر البشرية في سبيل إحداث التطوير والتغيير، وترجع أهمية مساهمتهم لسبب ما يمثله هذا الجيل من طاقات غير محدودة يمكن الاعتماد عليها إذا ما أحسن توجيهها في مناخ صالح لرعاية هذه الطاقات.

نقلا عن مكة