الأرقام لاتكذب أبداً

18/05/2015 3
عبد الرحمن بسيوني

يعتمد بعض المختصين والمحللين في تحليل وتقيم القضايا المختلفة على الجانب النظري فقط، بعيداً عن أستخدام الأرقام التي يكون التحليل بها أكثر وضوحاً ودقة.

فالأرقام جزء رئيسي من حياتنا اليومية مثل الوقت والتاريخ. فهي منطقية ويتقبلها العقل، ولغة يفهمها الجميع.

فمهما كانت المباراة الرياضية بين الفريقين ممتعة وشيقة تكون النتيجة الأخيرة هي الحكم، الأرقام هي التي تحدد الفريق الخاسر أو الفريق الفائز. وكذلك في مختلف مجالات الحياة كالإجتماعية والإقتصادية والتعليمية والصحية.

فتحليلها بالأرقام هو مايجب أن تكون عليه طريقة تفكيرنا ونظرتنا للامورلأتخاذ القرار الأمثل والحكم بها على النتائج.

التحدث عن الأرقام يقودني إلى التحدث عن علم تحليل البيانات ((Data Analysis أو تحليل إتخاذ القرارات ((Analytic Decision Making، والذي يمزج بين علم الرياضيات وعلم الإحصاء.

فتحليل البيانات هو علم له أسس خاصة وقواعد يبنى عليها. ولأهميته فهو يندرج تحت عدد من الأقسام العلمية والإدراية مثل الرياضيات والحاسب الألي والإقتصاد وإدارة الأعمال.

فهو يبدأ بدراسة الطرق الصحيحة لجمع البيانات مايسمى بقاعدة البيانات، وينتهي بتحليلها وتحويلها الى أرقام يمكن قراءتها ومعرفة سلوكها، وتوقع نتائجها الحالية أوالمستقبلية، ومن ثم إتخاذ القرارت السليمة على أساسها.

فمعرفة أحوال الطقس مثلاً، يعتمد على تحليل البيانات المجمعة بطريقة إحصائية لتعطى صورة مبسّطة عن التنبؤات المستقبلية لحالة الطقس، مما يجعلها واضحة للجميع وبدون تعقيد. 

وكذلك في جميع المجالات الأخرى بدون إستثناء، فهو يستخدم مثلاً في تقييم الأداء، وأبحاث التسويق، والبنوك، والإنتاج والتشغيل، وإدارة المخزون، وتحليل الأسهم، والتحليل المالي والاقتصادي.

ففي التحليل الإقتصادي، هناك مؤشرات عديدة تعتمد على علم تحليل البيانات مثل مؤشر معدل البطالة، ومؤشرمعدل التضخم (نسبة الأرتفاع في الأسعار). ويهتم أيضاً علم التحليل بقياس النسب والمتوسطات وقياس مقدار الإنحراف عن هذه المتوسطات.

مثل التنبؤ بمتوسط سعر السهم خلال فترة معينة، أوحساب متوسط المبيعات الشهرية أو رواتب الموظفين السنوية.

فكثير من الشركات ومكاتب الإستشارات العالمية والمؤسسات الحكومية  لم تكن لتستطيع أن تحقق نجاحاتها وأنجازاتها لولا إستخدامها لعلم تحليل البيانات والمعلومات بكفاءة وإحترافية.

فهو الأساس الذي تبني عليه قراراتها الحالية وخططها المستقبلية. 

وخلاصة القول، أن القيمة المضافة للمختصين والمحليلين بشكل خاص وللأفراد بشكل عام، هي كيفية تعاملهم مع الأرقام، وفهمها وإستخدامها بالشكل الأمثل والحكم بها على النتائج.

فنحن أصبحنا في عصرالأرقام الذي لايعترف بالتطوروالتنمية  أوحتى النقد إلا أذا تصدرت الأرقام والمؤشرات والإحصائيات. فهي أكثر وضوحاً ودقة، والأهم من ذلك أنها لاتكذب أبداً.